أكد، أمس، مدير الاتصال والإعلام والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي اللواء مادي بوعلام أن "مصالح الجيش الوطني الشعبي دمرت 8 854 849 لغم مضاد للأفراد وتحرير 62 421,194 هكتار من الأراضي خلال الفترة الممتدة من 27 نوفمبر 2004 إلى غاية 31 ديسمبر 2016". وأوضح اللواء مادي بوعلام في الندوة الصحفية التي نشطها بمناسبة إنهاء الجيش الوطني الشعبي لعمليات نزع وتدمير الألغام بالشريطين الحدوديين الشرقي والغربي بالمتحف المركزي للجيش بالجزائر العاصمة نيابة عن الفريق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن "الجزائر أصبحت تحتل مكانة متميزة بين الدول المهتمة بمكافحة ظاهرة نزع وتدمير الألغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي على الشريطين الحدوديين "شال" و"موريس" والتي خلفت عشرات الضحايا من المدنيين أو الذين توفوا جراء هذه الألغام الإجرامية"، مؤكدا أن النتائج التي حققتها مصالح الجيش الوطني الشعبي المختصة هي ثمرة 40 سنة كاملة من المجهودات المبذولة والتي تمت على مرحلتين من "1963-1988" و "2004 – 2016". كما ركز اللواء مادي بوعلام على "أهمية نجاح عملية نزع الألغام ونتائجها الإيجابية ذات الأبعاد الإنسانية والتنموية وضرورة نقل وسائل الإعلام للمواطن الصورة الحقيقية للمجهودات الجبارة للجيش الوطني الشعبي المبذولة في هذا المجال"، مشيرا أن "نهاية عملية نزع الألغام جاءت لتكلل مجهودات أكثر من 50 سنة مضت من الجهود المتواصلة والعمل الميداني لاستئصال ورم الألغام نهائيا من بلادنا والذي سمح بتدمير8 854 849 لغم وبتسليم 62 421,194 هكتار من الأراضي المطهرة للسلطات المحلية قصد استغلالها في إطار بعث التنمية المحلية بالمناطق الحدودية". واعتبر مدير الاتصال والإعلام والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي أن "هذه العمليات التي نفذتها مفارز متخصصة لسلاح هندسة القتال التابعة لقيادة القوات البرية، جرت في ظروف جد صعبة وفي مقدمتها تأثير الأحوال الجوية وكذا صعوبة التضاريس وكثافة الغابات والأحراش بالإضافة إلى زوال معالم الخطوط الملغمة". وفي نفس السياق قال اللواء مادي بوعلام إن "الأعمال المضنية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي في مجال تدمير الألغام، تبرهن على مدى احترام الجزائر لالتزاماتها الدولية سيما المادة الخامسة المتعلقة باتفاقية "أوتاوا" الخاصة بحضر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، وهو ما تجسد من خلال إشراف فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني على انطلاق عملية التخلص من مخزون الألغام المضادة للأفراد شهر ديسمبر 2004 بحقل الرمي بحاسي بحبح ثم تلتها عدة عمليات تدمير أخرى للألغام والتي اختتمت في حفل أشرف عليه رئيس الجمهورية في نوفمبر 2005، بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا وملاحظين دوليين ومنظمات غير حكومية وممثلي المجتمع المدني. " كما أكد اللواء مادي بوعلام "حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وعلى رأسها الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على التطهير الكلي لحدودنا من خلال تسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية لنجاح هذا المشروع الإنساني والتنموي يرسخ بقوة رابطة الجيش بأمته، مؤكدا أن "هذه العملية تعكس عزم الجزائر وجيشها الوطني الشعبي في القضاء النهائي على هذه الآفة الموروثة عن الحقبة الاستعمارية التي حصدت أرواحا بريئة وآلاف الضحايا المعطوبين على طول الشريطين الحدوديين الشرقي والغربي لبلادنا سواء خلال الفترة الاستعمارية أو بعد الاستقلال"، مؤكدا "احترافية وكفاءة أفراد الوحدات المتخصصة المكلفة بتنفيذ هذه المهمة الحساسة". من جانبه قدم العقيد غرابي أحسن المكلف بملف نزع الألغام على مستوى وزارة الدفاع الوطني "تفاصيل حول مجريات عمليات النزع والتدمير منذ بدايتها سنة 1963 إلى غاية نهاية العملية في ديسمبر 2016 ". م .جمال