بقلم: زين الدين بن مدخن Zineben 2016 @ Gmail.com أنت مني وإن تناءت بيننا المسافات أنت مني وإن فرقتنا الأوطان والجغرافيا أنت مني وأنا منك وإن تباعدت الأجساد أنت مني يا من اضطرتك ظروف الحياة طلبا للعلم أو الرزق أو لأي ظرف قاهر آخر لترحل بعيدا عن الوطن مرغما لا مخيرا مكرها لا مختارا. ترحل عنه جسما لكنه لا يفارقك رسما، معك دوما يوشح فؤادك ويملأ فكرك شغلك فما انشغلت عنه وأنكرك بعض القائمين عليه وما تنكرت له بل بقيت وفيا كعادتك تبتهج لأفراحه وتتألم لأقراحه، يعيش فيك ومعك، لا تبارحك صورته إلا لتترسم أجمل من جديد. خويا في المهجر: أنت مني وأنا منك أحس بك متألما لرؤية الفرص المتاحة والظروف المواتية تتلاشى والتي يمكن إن استغلت أن تمكن من الارتقاء بالوطن إلى ما هو أفضل، لكن سوء التدبير وإبعاد الكفاءات والاستعاضة بالولاءات عن المؤهلات يعيق اقتناص الفرص واغتنام السوانح. أحس بك تتألم بحسرة وتذرف الدمع بحرقة لأنك محروم من الإسهام في تنمية الوطن إن بسبب نصوص لم تحسن صياغتها أو لمعاملات إدارية بدائية بالية يتواصل العمل بها فيحرم الوطن من بعض الوطن. لكن ومع هذا تظل مني وأنا منك لأنك مكتنز لوقت الحاجة وملاذنا عند الملمات ونصفنا الذي لا ننهض إلا به، فلا تنصت لنعيق الفاشلين المثبطين وانهض لعهدك الذي جبلت عليه. فجزائر الغد يصنع مجدها المخلصون من أبنائها في الداخل والخارج متحدين متآزرين لا يضيق بهم رأي أو فكر ولا يفرقهم انتماء، لأنهم توافقوا سلفا على معامل مشترك هو الوطن ولا شيء غير الوطن.