لم أكن أعلم أن مكالمتي الأخيرة معك وسؤالي عن أحوالك ستكون الأخيرة، وحتى وأنت في مستشفى ابن باديس بقسنطينة تتألم لم أعلم، وأنت تفارق هذه الحياة إلى الأبد أيضا لم أكن أعلم، حتى تصفحت الجريدة التي كنت تدافع عن خطها إلى آخر نفس في حياتك.. أصابني شلل وصمم، وخرست عن الكلام، فلم أجد نفسي إلا والدموع تنهار من عينيّ، ليس احتجاجا على قضاء الله وقدره، ولكن لأني وددت أن أراك وأعانقك قبل أن ترحل عن هذه الدنيا التي كنت واحدا من الذين زهدوا فيها، وكم تمنيت أن أعانقك ونحن نزفك إلى التقاعد الذي أخبرتني به منذ أسبوع، لكن قضاء الله وقدره شاء غير ذلك. أستاذي شعبان، كما يحلو لي أن أناديك، أتذكر كل لحظة قضيتها معك، حيث كان لقائي بك في شتاء بارد في نزل البانوراميك خلال اجتماع لنا بهيئة التحرير، وهناك عرّفني الزملاء عليك بعد أن نصبت مديرا للمكتب الجهوي للشرق خلفا للأستاذ زتيلي، فعرفت فيك الطيبة الصادرة من أب حنون، ولم أنس موقفك الذي وقفته معي خلال اعتقالي في ديسمبر ,2001 حيث لم تتوان في الحضور، والسؤال عني، والقيام بواجب الضيافة، وأنا داخل الحبس النظري.. أستاذي، نم قرير العين، وتغمّدك الله برحمته الواسعة وعوضنا الله فيك خيرا، وأسكنك فسيح جنانه، وألهم أرملتك ويتيمتيك ونحن معهم جميل الصبر والسلوان.