عماره بن عبد الله بقدر ما تعتبر تصريحات مرشح الرئاسيات الفرنسية ايمانويل ماكرون بخصوص الماضي الاستعماري البشع للدّولة الفرنسية ووصفه بأنه "جريمة ضد الإنسانية ووحشية حقيقية" جراءة وشجاعة سياسية ، ولنتفاءل أكثر خطوة إيجابية وتمهيدية للدفع بالحكومة الفرنسية لتقديم اعتذار رسمي للشعب الجزائري الذي عانى الويلات على مدار 132 سنة من القمع الاستعماري ، لكن في المقابل سيبقى في نظرنا مناورة سياسية وشهوة انتخابية في اطار الحملة الانتخابية التي يقودها المرشح الفرنسي ماكروني ، لأنه وفي كل الحالات والاحتمالات ، فإن ماكرون يبقى فرنسيا، ولن يكون من دون شك جزائريا أكثر من الجزائريين ، فتصريحه قد يكون كذلك مجرّد خبطة تحايلية ، ركب من خلالها شعار خالف تُعرف ، أو هدفه تحصيل أصوات المغتربين الجزائريين وغيرهم من العرب والمسلمين. لا شكلا ولا مضمونا يمكن تصديق أيّ فرنسي ، خاصة إذا كان مرشحا للرئاسة لأن خطابه هذا سيبقى قولا دون فعل ، مثله مثل تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما اعتراف في إحدى خطاباته حول مجازر مظاهرات 17 أكتوبر 1960 التي وقعت بباريس ولم تترجم على الواقع الى قرارات سياسية وسيادية فككت عقدة ملف الجرائم الفرنسية في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية الذي ما زال عائقا أمام تطور علاقات الصداقة بين فرنساوالجزائر، فاليوم أصبحنا ندرك تمام الإدراك أن الخطاب العام للأحزاب الاشتراكية الفرنسية في حملاتها الانتخابية الرئاسية أو البرلمانية بخصوص ملف الذاكرة الجزائرية لا يخرج على حد قول الصديق المؤرخ شافو رضوان عن سلعة ملونة بالخبث والدهاء السياسي، يتم تسويقها للجزائريين لعلها تحقق أرباحا طائلة ممثلة في حصد أصوات الجالية. وعليه عزيزي القارئ مما لا شك فيه أن الاعتراف بالماضي الاستعماري حتى لو صدر عن الرئاسة الفرنسية لا يقدم شيئا ولا يؤخر بشأن تلك الحقيقة التي عبر عنها الزعيم هواري بومدين عندما قال بين الجزائروفرنسا جبال من الجماجم ووديان من الدماء، لأن الإرث الإجرامي الثقيل لا يمكن نسيانُه. فاليقظة اليقظة أيها الجزائري المستلب لغويا وثقافيا، أيها الجزائري المتعلق قلبك ووجدانك بفرنسا حبا ولهفا، لأنه "إلي خرج من الدويلة يرخص بعد ما كان غال".