تحدث الصحفي الرياضي زكرياء مستوي عن مشواره الاعلامي و وخطواته الأولى في سبيل تحقيق حلمه في حمل الميكروفون والتعليق على المباريات الرياضية معترفا بصعوبة المهمة لكنه أكد ان خطوة فتح قطاعي السمعي البصري ساعدت الكثيرين من أبناء جيله الموهوبين على تقديم أفكارهم ودخول عالم الإعلام من البوابة الواسعة ،يحلم زكرياء اليوم في اقتحام القنوات العربية والتعليق على اكبر المباريات بصوته وترك بصمته على غرار اكبر المعلقين الجزائرين والعرب . * كيف كانت أولى خطوات زكريا مستوي في الإعلام ؟ بدايتي لم تكن تقليدية كباقي الصحفيين الشباب التي تنطلق من التربص فقد حاولت الغوص مبكرا في هذا الميدان والانطلاقة كانت في السنة الأولى من الجامعة . كان حلمي ان أكون صحفيا أو لاعب كرة القدم شاركت في فرق بلدية وكما شاركت في تجارب أداء لفريق مولودية الجزائر نجحت في التجربة الأولى وفشلت في الثانية وبكل صراحة مستواي متوسط في الكرة وهو ما جعلني أركز في دراستي ومررت بمشاكل وظروف صعبة جعلتني اطرح عدة أسئلة على نفسي قادتني لاختيار الدراسة ونجحت في تلك الفترة بتفوق وتابعت دراستي في شعبة اللغات وبعدها انتقلت للدراسة في كلية الإعلام التي حالفني الحظ في الانضمام إليها ، وفي السنة الأولى لي في الجامعة ظهرت عدة قنوات خاصة مثل النهار والجزائرية والشروق أعجبت جدا بقناة الجزائرية آنذاك التي كانت رائعة جدا بما تملكه من برامج واستدوديهات حقيقية لفت انتباهي تواجد زملاء لي ضمن الطاقم المشارك في حصص القناة وطلبت منها صديقة لي ان أشارك في هذه الحصص شرط ان تكون الحصة رياضية وفعلا حضرت الحصة الرياضية التي كان يقدمها كمال قاسي سعيد ،لم أكن متفرجا عاديا بل كنت احلم ان اجلس على طاولة التقديم والمشاركة في الحصة في الحصة الثانية التي حضرتها أردت ان اعرف من هو صاحب قناة الجزائرية أو مديرها لكني فوجئت بان البرنامج يتم بيعه للقناة عن طريق علبة إنتاج خاصة وبعدها تعرفت على صاحب علبة الإنتاج أحلام للانتاج جليل رشدال و عرضت عليه فكرة العمل معه وقد كان وقتها بحاجة إلى صحفي رياضي وكان التحاقي بعلبة الإنتاج بعد فترة قصيرة جدا وأول مباراة قمت بتغطيتها كانت مباراة الدوري الجزائري بين اتحاد الحراش وشبيبة القبائل وعملت هناك لمدة 6 أشهر واستطعت نسج علاقات مع شخصيات رياضية وفي الموسم الثاني التحت بصفة رسمية بأحلام للإنتاج وقمت بإعداد تقارير بصوتي وبعدها صادفتني بعض المشاكل التي دفعتني لترك العمل وانتقلت للعمل مع قناة بور تيفي التي اتصلت بي وشاركت في القناة بإعداد معرض الصحافة الرياضية وبعدها نشرة الأخبار الرياضية وثم جاءتني فرصة التعليق الرياضي في لقاء سيلتا فيغو الاسباني وشباب قسنطينةالجزائرية وكنت الوحيد الذي يتحدث اللغة الاسبانية فتم اعتمادي لتغطية المباراة والتعليق عليها وإجراء لقاءات مع لاعبي الفريق الاسباني ومسيريه .وفي تلك الليلة استطعت ان أحرز لقب رمزي اعتز به كثيرا كأصغر معلق رياضي في الجزائر في سن 22 كما شاركت بعدها في التعليق على مباريات كرة الطائرة . وبعدها اتصل بي الزميل جلال يعيش للالتحاق بقناة الجزائرية حيث قدمت خلالها نشرة الأخبار الرياضية بطلب من الزميل ورئيس التحرير حموش بن سليمان الذي أراد أن أظهر على الشاشة .كما كانت لي تجربة قصيرة مع قناة العلامة تي في عبر برنامج اورو 2016 لكن وللأسف توقفت القناة عن البث بعد مدة قصيرة جدا بسبب الظروف المالية . * ماذا قدمت القطاع السمعي البصري بحلته الجديدة للشباب الجزائري ؟ ميدان السمعي البصري في الجزائر بغض النظر عن الظروف السياسية التي رافقت انطلاقته في الجزائر والوطن العربي أكدت هذه الخطوة ان الشباب الجزائري مبدع وبإمكانه ان يقدم الكثير والدليل على ذلك ما نشاهده من طاقات إعلامية شابة والمشكلة فقط ان الميدان و بعض من يسيره بعيدون جدا عن الإعلام فأصحاب المال هو من اساؤوا بشدة للإعلام و وللإشارة أريد ان أوجه تحية لأنيس رحماني بغض النظر عما يقال عنه وعن قناته اعتبره داهية في التسيير وهو ما يثبت مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب وهو ما ثبته أنيس رحماني عكس بعض القنوات الأخرى التي يديرها أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام اثبتوا فشلهم الذريع واثروا سلبا على القنوات التي يملكونها . * ماهي النقائص التي لم يستطع الإعلام في الجزائر تجاوزها ؟ بالنسبة لي القطاع يحتاج لرجال متخصصين في الإعلام والعمل على تطبيق كل ما جاء في قانون الإعلام مع مراقبة مستمرة من وزارة الاتصال والحكومة والملاحظ اليوم ان الإعلام هو نافذة يطل منها العالم على البلد على غرار دولة قطر التي أصبحت رائدة في مجال الإعلام التي استثمرت على أسس وهناك بعض القنوات تعطي صورة جميلة على بلدانها كتركيا مثلا ومن المفروض ان تكون هناك متابعة ومراقبة للقنوات . * ماذا عن تجربتك الإعلامية هل واجهتك صعوبات معينة ؟ الإعلام صعب جدا خاصة في الجزائر وفعلا هي مهنة المتاعب فقد تشتغل طوال اليوم ودون توقف عكس ما كنت أتصور ، الإعلام أضاف لي الكثير وجعلني احتك بأشخاص كنت أتمنى رؤيتهم فقط وجدت نفسي احتك معهم وأتناقش وأوسع رؤيتي حول عدة مفاهيم وأفكار وأمور . في الإعلام عندما تملك حب المهنة والرغبة في النجاح لن تهتم بما يعيقك لان في كل المجالات هناك من يحاول وضع الصعوبات في طريق الناجح ،وبالتالي الصعوبات تكون في الغالب الغيرة أو الحسد وعلى الإنسان ان يتجاوز كل ذلك للوصول إلى ما يريد . * هل تعتقد ان الصحافة الالكترونية حجزت مكانها المستقبلي على حساب الصحافة المكتوبة ؟ يتم الحديث كثيرا على تفوق الصحافة الالكترونية على الصحافة المكتوبة لكني أرى ان الجزائر لاتزال بعيدة عن هيمنة الصحافة الالكترونية خاصة وان البلد كبير جدا وغير مغطاة بالانترنت بشكل جيد ولا تملك كل العائلات تملك الانترنت وبالتالي مازال الوقت أمام الصحافة المكتوبة للبقاء أطول مدة ممكنة في الجزائر . * ماهي الأحلام التي يرغب الصحفي زكرياء مستوي تحقيقها مستقبلا ؟ بكل صراحة حلمي كان العمل في التلفزيون العمومي ونظرا لصعوبة تحقيق الحلم ارغب حاليا في التوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والعمل في أي قناة رياضية هناك فهي تمنح الفرصة للمواهب ،كما يمكنك أن تحترف لوجود شروط الاحتراف وتطوير الملكات الشخصية . * ألا تعتقد انه ان الأوان لإطلاق قناة رياضية جزائرية ؟ يجب التفكير في إطلاق قناتين للرياضة الجزائرية وليست واحدة فقط والشيء الذي لاحظناه ان الموسم الكروي الحالي شهد قفزة نوعية من خلال إصرار رئيس تحرير القسم الرياضي بالتلفزيون الجزائري سامي نور الدين على تقديم الأفضل حيث قام ببث 7مباريات في الدوري في القنوات الثلاث وهو ما أنعش القسم الرياضي وأصبح يفتح الشهية لتأسيس قناتين رياضيتين والمطلب نرفعه لوزير الاتصال للعمل على تأسيس قناة رياضية . * ما هي قراءتكم لواقع كرة القدم في الجزائر ؟ مشكلة كرة القدم الجزائرية اليوم ليست في عدم امتلاكنا للمواهب بل في تسيير غير الرياضيين للأندية الرياضية ففرق كبيرة في الجزائر يتم تسيرها بطرق عشوائية نطالب الدولة لمراقبة الأندية وتأسيس هيئة مكلفة بمراقبة أموال النوادي الرياضية وما يحدث فوضى وصراعات لا داعي لها .فالجزائريون يملكون مواهب كثيرة وصل الأمر ببعضهم لتغيير الجنسيات حتى يسمح لها بإبراز قدراتها . * وما تعليقك على تعيين زطشي على رأس الفاف ؟ انا من المرحبين بالفكرة فهو يملك تجربة لا باس بها في كرة القدم وما أعيب عليه هو ان المكتب العامل عليه أكل الدهر عليه وشرب مثل ما حدث مع تعيين تكنيوين البالغ من العمر 73 سنة نحتاج اليوم للتشبيب والعصرنة فالعالم تطور كثيرا أتمنى الا يتأثر بالمحيط ويحاول تقديم حلول جيدة لضمان مستقبل كرة القدم الجزائرية * ما رأيك فيما تقدمه جريدة الحوار للقارئ ؟ أتابع الجريدة منذ 6 أشهر وبالتحديد القسم الرياضي اعتبرها جريدة تسير في طريق صحيح والدليل عدد متابعيها أتمنى لفريقها الاستمرارية والنجاح * من هو قدوتك في التعليق الرياضي جزائريا وعربيا ؟ في الجزائر على عكس الكثيرين الذي يقتدون بحفيظ دراجي وسأكون جاحد لو أنكرت فضله لكني أرى ان قدوتي هو عبد القادر الشنيوني وقبله بن يوسف وعدية على المستوى العربي المعلق علي سعيد الكعبي . وعالميا هو المعلق الفرنسي تيري غولون وهو من اشهر المعلقين الفرنسيين والعالميين على السواء . * افضل الاعلاميين العرب الرياضين ؟ التونسي كريم الطرهوني بقناة ابوظبي * افضل النقاد الرياضيين ؟ عربيا الناقد ورئيس تحرير القسم الرياضي بصحفية الاتحاد الإماراتية محمد البادع * من له الفضل في وصول زكريا ومساعدته على وضع قدمه في الاعلام وتحقيق النجاح ؟ الوالدين بالدرجة الأولي وبعدها خالي كمال لمداني ودون ان انسي رفيقة المشوار "ص.ض" التي ساندتني كثيرا في العمل زملائي منهم نذكر مصطفى كساسي ،عبد القادر الشنيوني وحموش بن سليمان دون ان أنسى جلال يعيش .