عرفت معظم شوارع وأزقة العاصمة خاصة الشعبية منها في هذه الأيام الأخيرة عودة النشاط الذي اعتاد عليه الباعة الفوضويون مع مقربة المولد النبوي الشريف، والذي يكمن في بيع المفرقعات بمختلف أنواعها وأحجامها، وهو الأمر الذي أضحى يزعج التجار والمواطنين على حد السواء جراء الفوضى التي تسببها هذه الأخيرة. وبهذا الخصوص اشتكى العديد من التجار الذين يزاولون نشاطهم بالطريق المعروف جامع ليهود أو سيدي ياسين حاليا بالقصبة الوسطى من الفوضى التي حولت الطريق الرئيسي إلى مسرح لبيع المفرقعات والمتفجرات بمختلف أحجامها، إذ أضحى من غير الممكن على المواطن اجتياز الطريق للوصول للسوق الشعبي ''عمار علي'' جراء الحركة المختنقة التي يعرفها منذ أكثر من أسبوعين على حد قول بعض التجار. كما أشاروا في السياق ذاته أن هذا المشهد يتكرر كل سنة قبيل شهر على الأقل قبل موعد المولد النبوي الشريف، وعليه أضحى هذا السوق حسبهم بمثابة سوق للجملة لبيع الألعاب النارية والذي بدوره يجلب العديد من المشترين ومن مختلف نواحي العاصمة لاقتناء والتزود بهذا النوع من السلع المغرية أثمانها إلى أسواق أخرى. وما زاد الطين بلة حسب المتحدثين الشجارات والمناوشات الكلامية البذيئة التي تصدر عن الباعة بحد ذاتهم بسبب مساحة البيع والطاولات، وكذا مع التجار الذين دائما ما تسد مداخل محالهم بسبب هذه الطاولات المنصوبة بالقرب منهم، والتي تصل حسبهم إلى حد الشجار بالأسلحة البيضاء. وما يزيد من حدة الأوضاع حسب ما كشفه البعض أن أغلب الباعة الفوضويين غالبا ما يستأجرون طاولاتهم لباعة آخرين بسعر 8000 دج للشهر، الأمر الذي يزيد من حدة الأوضاع والشجارات. كما اشتكى من جانب آخر بعض سكان الحي من هذه الوضعية التي عرفها الحي مؤخرا والتي باتت مقلقة إزاء المفرقعات التي لا تهدأ أصداؤها على مدار أوقات اليوم، خاصة في الفترات الليلية، ناهيك عن الكلام البذيء الصادر من بعض الباعة الفوضويين أثناء الشجار، الأمر الذي حرمهم على حد تعبيرهم من الخروج للتسوق إلا للضرورة القصوى خاصة بالنسبة للنسوة، تاركين على إثر ذلك المهمة لأرباب العائلات تجنبا لما لا يحمد عقباه. وعلى هذا الأساس يطالب سكان الحي والتجار على حد سواء بضرورة تدخل السلطات المعنية لحل هذه المشكلة المقلقة في أسرع وقت ممكن.