بقلم: محمد مصطفى حابس: المدينةالمنورة/ السعودية المدينةالمنورة هي مأوى و مثوى رسول الله صلى اله عليه و سلم، و سميت طيبة الطيبة، و طابة، و سيدة البلدان، الدار، المحبوبة و غيرها من الأسماء دليل على علو قدرها و قيمتها لسكانها و لزائريها على حد سواء. استحقت وبجدارة هذا العام الفوز بلقب عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2017 م لتكون محطة تاريخية جديدة في وقت عسير من أيام الناس في دول الخليج عموما. وكان اختيار المدينةالمنورة عاصمة للسياحة الإسلامية قد تم في ختام أعمال اجتماع وزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي عُقد في نيجيريا بتاريخ 23 ديسمبر 2015م، ويعكس اختيار المدينةالمنورة لهذا اللقب مكانة المدينةالمنورة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية. و هاهو ربك يسهّل لنا مرة أخرى هذا الأسبوع زيارة المدينةالمنورة والحضور للمعايشة عن كثب للتظاهرات الثقافية الواعدة في المملكة العربية السعودية، فبعد أن يسّر الله لنا العام الماضي حضور جانبا من معرض الكتاب والمعلومات ومهرجان الثقافات والشعوب، نهاية مارس العام الماضي في طبعته الثالثة والثلاثين من هذا المعرض الثقافي التربوي، إذ يعد من أهم المعارض التي تقام في السعودية، وهو يأتي ضمن سياق اهتمام الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بنشر العلم وتقريب مصادر العلوم لطلاب العلم داخل الجامعة وخارجها.. * افتتاح مهرجان الثقافات والشعوب الخامس في الجامعة الإسلامية واشتمل المعرض حينها على 200 جناح، منها مجموعة من دور النشر والمكتبات، والجهات العلمية والثقافية التي تمثّل الجامعات السعودية والمكتبات الحكومية، كما قدم المعرض خدماته العلمية والمعرفية لطلاب الجامعة وأهالي المدينةالمنورة وزوّارها طيلة أيام إقامة المعرض، و بالمناسبة كان افتتاح مهرجان الثقافات والشعوب الخامس في الجامعة الإسلامية، الذي دعي إليه قرابة 40 سفيرا من سفراء الدول الإسلامية، حيث ضم المهرجان أجنحة لأكثر من 60 دولة مشاركة من مختلف قارات العالم، فيما تولى الطلاب المشاركون التعريف بدولهم وثقافاتهم مستقبلين الزوار بأزيائهم التقليدية، في حين صاحب المهرجان عدد من الفقرات المتنوعة تشمل الألعاب الشعبية والأطعمة المتنوعة لكل دولة، و قد كتبنا حينها تغطية في الموضوع. يواصل هذه السنة معرض الكتاب والمعلومات بنفس جديد في طبعته ال34، فعالياته وسط تفاعل الزوار مع البرامج الثقافية المتنوعة والأجنحة التي تضم أكثر من 200 دار نشر ومؤسسة ثقافية مشاركة. ويشهد المعرض الذي يقام بالتزامن مع اختيار المدينةالمنورة عاصمة للسياحة الإسلامية 2017م، إقبالا من أهالي المدينةالمنورة والمحافظات المجاورة، حيث أسهم تخصيص اللجنة المنظمة الفترة المسائية للعوائل والأطفال في زيادة أعداد الزوار بالمقارنة مع الأعوام الماضية. وأوضح وكيل عمادة شؤون المكتبات لشؤون التطوير والجودة بالجامعة، أن الدورة الحالية تميزت بحضور عدة برامج لأول مرة مثل الصالون الثقافي وجناح الأسرة والطفل والخيمة المخصصة للمعرض على مساحة 6000 متر، مشيرا إلى أن الدورة الحالية سجلت إقبالا كبيرا من قبل المؤسسات الثقافية التي سعت للحصول على أماكن لعرض كتبها، يستمر إلى يوم 26 شعبان الحالي. وعن الفعاليات الثقافية أفاد أن النشاط الثقافي يتواصل بتقديم عدد من المحاضرات عن (الإبداع في تدريس العلوم وتحقيق رؤية المملكة 2030) و(قصة مكتبة) و(تعليم اللغة العربية بلغات أخرى: اتجاهات ورؤى وتجارب) و(أُثر معرض الكتاب في تكوين مكتبتي الخاصة) و(الطاقة المتجددة وكيفية استخدامها).
يذكر أن معرض الكتاب والمعلومات يعد من أهم الفعاليات الثقافية التي تقام في المملكة منذ أكثر من ثلاثين عاما تهدف من خلاله الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة إلى نشر العلم وتقريب مصادر العلوم لطلاب العلم والمساهمة في الإثراء المعرفي. * عرس ثقافي خيري في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة و تناغما مع العرس الثقافي الذي تعيشه المدينةالمنورة، كان لنا فرصة حضور عرس ثقافي خيري في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة أيام الجمعة والسبت الماضيين، حيث انطلقت فعاليات الملتقى الثاني للجمعيات الأهلية ولجان التنمية بمنطقة مكةالمكرمة، وأقيمت الجلسة الافتتاحية في فندق هلتون قرب الحرم المكي، بعنوان "العمل الخيري والتنمية .. التأصيل العلمي والمفاهيم " بثلاثة أوراق عمل، وترأس الجلسة أمين عام جمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة، الدكتور يحي زمزمي بمشاركة المتحدثين، الدكتور حسن بخاري، بورقته عن التأصل الشرعي لدور العمل الخيري في التنمية، والدكتور محمد السلومي، وعنوان ورقته: الدور التنموي للعمل الخيري في التاريخ الإسلامي، ثم في ورقة أخرى تحدث الدكتور ساعد الجهني، عن المسوؤلية المجتمعية رؤية تأصيلية. عقب ذلك افتتحت الجلسة الثانية عن " الشراكات التنموية .. الواقع والمأمول" برئاسة الدكتور عبد الرحمن الغامدي، وضمت ثلاث جلسات، حيث تحدث في الورقة الأولى، الدكتور فهد العليان، عن دور المسؤولية المجتمعية بالقطاع الخاص في تنمية المجتمع، ثم تحدث عمر حلبي، في الورقة الثانية، عن الاحتياجات والمعوقات، ثم الورقة الأخيرة كانت بعنوان آفاق مستقبلية للشراكة التنموية في ضوء رؤية 2030. * دراسات ميدانية وتجارب محفزة وعقدت في اليوم الثاني جلستان، الأولى عن " العمل الخيري وتنمية المجتمع المحلي .. دراسات ميدانية وتجارب محفزة "، وفي الجلسة الثانية "التجارب التنموية في المجال التعليمي والصحي والاجتماعي".. كما قدمت ورقة عمل عن تحويل القطاع غير الربحي من الرعوية إلى التنموية من قبل وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وصاحب الملتقى معرضًا شارك فيه قرابة ثلاثين جهة حكومة وأهلية، وعرض فيه نتاج الجهات المشاركة من جميع أنحاء منطقة مكةالمكرمة، وكان قد افتتح المعرض مستشار وزير العمل ومدير فرع الوزارة بمنطقة مكة، الدكتور محمد القحطاني بفندق الهيلتون، قرب الحرم المكي. و قد أعجب زوار الملتقى أمثالنا نحن الذين قدموا من أوروبا، أعجبنا صدقا لا مجاملة بنوعية وجودة وجدية الأوراق والعروض في العمل الخيري والبيئي المتنوع بتقنيات جديدة وبروح إيمانية المسلم الذي يسعى لإرضاء خالقه سبحانه وتعالى، وستكون لنا عودة مفصلة لتغطية معرضي مكةوالمدينة في فرصة قادمة بحول الله، والله ولي التوفيق.