أعلن أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلا ل افتتاحه الندوة الوطنية حول التجديد الفلاحي والريفي التي احتضنتها ولاية بسكرة عن مسح جميع ديون الفلاحين البالغة 41 مليار دينار، آمرا البنوك إلى التوقف عن مطالبة الفلاحين بهذه الديون ، ومشيرا إلى أن استثمارات الجزائر في مجال الفلاحة مستقبلا يقارب 200 مليار دج، وداعيا في الوقت ذاته الفلاحين إلى التكتل وتكوين أنفسهم للنهوض بالقطاع الفلاحي الذي لازال لم يحقق ما ينتظر منه رغم الجهود التي بذلت في السنوات العشر الأخيرة . وأورد بوتفليقة مجموعة من الإجراءات التي ستقوم بها الدولة للنهوض بالقطاع الفلاحي، وهي تحمل تكاليف اقتناء البذور والشتلات وإعادة إنتاجها توخيا لرفع الإنتاج الفلاحي كما وجودة، ومنح دعم عمومي لأسعار اقتناء الأسمدة بالنسبة لكافة أنواع الإنتاج الفلاحي، وتخصيص مساعدة عمومية لاقتناء العتاد الفلاحي لصالح كافة أنواع الإنتاج الفلاحي وتربية الماشية وعتاد الري المقتصد للمياه عن طريق البيع بالإيجار للتجهيزات المصنعة محليا، وكذا تشجيع الإنتاج المحلي لمنح طابع الديمومة للأسعار التي اعتمدتها في السنة الماضية بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير التي جمعتها التعاونيات، إضافة إلى تطوير إنتاج الحليب وجمعه من خلال تحفيزات عمومية هامة موجهة لاقتناء البقر الحلوب لدى الممونين المتعاقدين ولتجديد التجهيزات ولشراء عتاد لجمع وإنتاج العلف ، على حد ما قال بوتفليقة الذي أضاف أن الدعم العمومي الموجه لإنتاج الحليب ولجمعه سيزداد، إضافة إلى دعم إنتاج اللحم وكذا تربية الدواجن والمواشي والخيول، وإنتاج الزيتون و التمور وتصديرها ، وكذا تكوين الإطارات. وأعلن بوتفليقة أن الدولة ستمسح ديون الفلاحين حيث قال ''وأخيرا وبغرض تشجيع عالم الفلاحة على بذل المجهود المكثف المأمول منه لتحديث النشاط وزيادة منتوجاته على اختلافها يسرني أن أعلن أن الدولة قررت مسح كافة ديون الفلاحين والموالين البالغة حاليا 41 مليار دج. وستقوم الخزينة العمومية بإعادة شراء هذه الديون، ومن ثمة يتعين على البنوك أن تتوقف كلية ابتداء من اليوم عن أي مسعى من أجل استعادة ديونها لدى الفلاحين والموالين''،ومردفا ''إن الوثبة النوعية التي ننوي تحقيقها في تطوير الفلاحة ستقتضي تعبئة إسهام مالي من الدولة يقارب 200 مليار دج أي ما يعادل زهاء 3 ملايير دولار سنويا''، وداعيا الحكومة إلى إعادة تأهيل قدرات الإدارة القائمة على الفلاحة ومناهج عملها بغية مرافقة التجديد الفلاحي . وأضاف رئيس الجمهورية في السياق نفسه بالقول ''أدعو الفلاحين والموالين إلى تنظيم أنفسهم تنظيما أفضل من خلال فروعهم وفي إطار غرف الفلاحة الوطنية والمحلية. ذلك أن تحديث النشاط الفلاحي الذي نعتزم القيام به يستلزم هياكل مستجدة للحوار والتدخل والمراقبة'' وملحا على مختلف مصالح الدولة المكلفة بالمراقبة السهر عن قرب على الوقاية من كافة محاولات تحويل أموال الدعم العمومي الموجهة للفلاحة لأغراض المضاربة والنشاطات الطفيلية. وبين رئيس الجمهورية أن السنوات العشر المنصرمة عرفت تعبئة وطنية حقيقية لصالح الفلاحة والتنمية الريفية بمخصص قدره 350 مليار دج رصد مباشرة من ميزانية الدولة المخصص ،والذي تدعم بتحفيز الاستثمار الخاص في الاقتصاد الفلاحي، فضلا عن استفادة الفلاحين سنة 2001 بمسح ديونهم التي بلغت 14 مليار دج، إلا انه استدرك بالقول '' لئن كان التقدم المسجل في إنعاش القطاع الفلاحي جدير بالإشادة والتنويه فعلا فإننا لسنا راضين مع ذلك كل الرضى بما تحقق من النتائج''، ومبررا ذلك بالقول '' ذلك أن قدرات الأرض الإنتاجية ما تزال رهينة ما تجود به السماء من غيث بينما أكل الدهر وشرب على نظم الاستغلال. كما لم تكن لزيادة الإنتاج لاسيما بالنسبة للفواكه والخضر النتائج المرجوة لا بالنسبة للفلاحين ولا بالنسبة للمستهلكين، وهذا بسبب ضعف الضبط وممارسات المضاربة، ولم يتم كبح وتيرة النزوح الريفي ولا ثنيه إذ صار 80 % من ساكنتنا يقطن في التجمعات الحضرية". ..ويدشن عدة مشاريع تنموية لفائدة سكان بسكرة قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الزيارة التي قادته أمس إلى ولاية بسكرة بتدشين ووضع حجر الأساس لعدة مشاريع تنموية وثقافية من شانها أن ترفع من نسبة الخدمات العمومية المقدمة لأبناء عاصمة الزبانيين . وكان تدشبن 6 ألاف مقعد بيداغوجي بجامعة ''محمد خيضر''من أهم المشاريع التي عاينها بوتفليقة ،كون أن هذه المقاعد تضم كلا من معهد الهندسة المعمارية و قسم الزراعة و كلية العلوم الاقتصادية وكلية الآداب، و التي مكنت أشغال انجازها باستحداث 2096 منصب عمل ولم تتجاوز مدة انجاز كل هيكل منها 18 شهرا، كما ينتظر من هذه الهياكل أن ترقي ظروف مزاولة الدراسة أمام الطلبة. وقام رئيس الجمهورية بتدشين مشروع ترميم وتوسيع المركب الإسلامي الثقافي بمدينة سيدي عقبة ، والذي خضع لعمليات ترميم وتوسيع وصلت تكلفتها الإجمالية أكثر من 2ر639 مليون دج منها 100 مليون دج ممنوحة من طرف الرئيس لدى معاينته للمشروع ضمن زيارته للولاية في ال9 جوان 2001 وبالمدينة نفشها ، زار بوتفليقة مستثمرة فلاحية ببلدية سيدي عقبة بلغت تكلفة استصلاح تربتها 100 مليون دج ،و استغرقت المدة المخصصة لذلك 36 شهرا وشملت 24 هكتارا منها 22 هكتارا مسقية بحيث تمت زراعة 1350 نخلة و600 شجرة مثمرة متنوعة و سبعة هكتارات مخصصة لإنتاج أعلاف الحيوانات، كما كانت هذه المستثمرة فرصة لرئيس الجمهورية للاطلاع من خلال معرض أقيم في الهواء الطلق على عينات من الإنتاج الزراعي الذي تزخر به الولاية ، حيث عرض مالا يقل عن 30 نموذجا من المنتجات المحلية للخضروات والفواكه بما في ذلك الخضروات المبكرة . وشملت المشاريع التي عاينها ودشنها بوتفليقة المجال الرياضي ، حيث دشن بجامعة ''محمد خيضر'' مركبا ثقافيا ورياضيا يهدف إلى بعث النشاط الثقافي والرياضي على مستوى الجامعة ، وقد قامت بانجازه ثماني مؤسسات بتكلفة تجاوزت 214,5 مليون دج ،ودامت مدة الأشغال 24 شهرا،ومكن من استحداث 150 منصب عمل،كما وضع بوتفليقة في الإطار ذاته حجر الأساس لمشروع انجاز مركز لتكوين المواهب الشبانية في كرة القدم ببلدية بسكرة، والذي تقدر تكلفة انجازه 863 مليون دج في مدة تقدر ب24 شهرا.