– وفرة منتوج الطماطم ستتسبب في خسائر كبيرة لفلاحي الجنوب صالح صويلح: ضرورة وضع مخطط لتصدير المنتجات سريعة التلف مصطفى عاشور: معظم الفلاحين تنقصهم الخبرة والتكوين الطاهر بولنوار: تدني الأسعار تحت مستوياتها يلحق ضررا كبيرا بالفلاحين أكلي موسوني: تدني القطاع الفلاحي راجع إلى غياب التخطيط تراجعت أسعار الخضر والفواكه الموسمية في الآونة الأخيرة بشكل كبير في أسواق الجملة والتجزئة على المستوى الوطني نتيجة وفرة الإنتاج الفلاحي ما عاد بالسلب على الفلاح الذي يعيش على واقع القلق بسب تكدس منتوجاته وتراجع مداخليه خوفا منه من انهيار الأسعار الذي سيكلفه لا محالة خسائر فادحة، في ظل غياب الإمكانات التي تضمن له حماية محصوله من التلف.
* انخفاض الأسعار لن يمس بمصالح الفلاحين قال رئيس الاتحاد العام للتجار الجزائريين صالح صويلح، إن الوفرة الكبيرة التي تشهدها مختلف محاصيل الخضر والفواكه والتي ساهمت في الآونة الأخيرة بانخفاض الأسعار، لن تمس بمصالح المنتجين والفلاحين، مؤكدا أن هذه الوفرة تسمح للفلاح بتحقيق قيمة أرباح تخدم مصالحه. وشدد صالح صويلح في حديث مع "الحوار" على ضرورة استحداث وحدات جديدة ومؤسسات تحويل وتعبئة مختلف المنتجات الفلاحية لاحتواء فائض الإنتاج، تفاديا لتلف مختلف المنتجات التي تشهد وفرة كبيرة في هذا الموسم، مضيفا أن هذه الإجراءات من شأنها المساهمة في تحقيق اكتفاء ذاتي وتوفير مناصب الشغل. كما دعا رئيس الاتحاد العام للتجار الجزائريين إلى وجوب وضع مخطط مدروس لتصدير المنتجات الفلاحية الموسمية سريعة التلف.
* الفلاح الجزائري…"يوم ليك ويوم عليك" !! أكد رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه مصطفى عاشور، على أن الفلاح معرض للخسارة كما هو معرض للربح، مضيفا أن معظم الفلاحين ينقصهم التكوين والخبرة، إلى جانب غياب التفكير في إقامة شراكات تجمعهم لاستحداث مصانع ووحدات لتحويل مختلف منتجاتهم خاصة المنتجات سريعة التلف. وأكد رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه التابعة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين على ضرورة "تغيير عقليات الفلاحين" ووجوب اطلاعهم على أهمية البحث بوضع خطط وإمكانات مادية تساهم بشكل كبير في الارتقاء بإنتاجية الفلاح ورفع مستواه، بالإضافة إلى تشجيع التصدير لمواجهة الفائض في الإنتاج، مشيرا إلى ملايين الهكتارات من الأراضي الفلاحية غير المستغلة، معتبرا في السياق ذاته أن أسعار مختلف الخضر والفواكه جد معقولة في الأسواق الجزائرية مقارنة ببلدان أخرى كتونس وغيرها.
* انخفاض الأسعار يكلف خسائر للفلاحين خاصة في الجنوب أكد الخبير الزراعي أكلي موسوني أن الوفرة في مختلف المواد الاستهلاكية التي شهدها هذا الموسم تخدم مصلحة المستهلك وتحافظ على قدرته الشرائية، وبالمقابل ستلحق ضررا كبيرا بالفلاحين خاصة في المناطق الجنوبية نتيجة انخفاض الأسعار إلى مستويات ضعيفة تمس بمصالح الفلاحين والمنتجين، مشيرا في ذات السياق إلى أن وفرة المنتوج تسببت في انخفاض سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم إلى مادون ال 10دينار جزائري في المناطق الجنوبية. وأضاف أكلي موسوني في اتصال مع "الحوار"، أن الخسائر الناجمة عن وفرة المنتوج في تزايد مستمر، مؤكدا أن هذه الخسائر تقف عائقا كبيرا في وجه الفلاحين منذ 15 سنة، مما تسبب –حسبه- في عزوف بعض الفلاحين عن خدمة أراضيهم واستغلالها نظرا للخسائر الكبيرة التي يتكبدونها كل سنة. وفي السياق، قال الخبير الزراعي، إن مشكل القطاع الفلاحي في الجزائر وتدنيه، راجع إلى غياب التخطيط والميكانيزمات التي تجمع مختلف الفلاحين حول المنتوج، وغياب الفلاحة العصرية التي ترتكز على أهمية الاطلاع وتوفر المعلومة، وعلى أهمية التكوين ودوره في الدفع بالقطاع الفلاحي، بالإضافة إلى معايير الجودة التي تضمن فلاحة عصرية متطورة، وحسن التنظيم الذي يضمن توجه الدولة حسب أهدافها الاقتصادية المدروسة والمسطرة. وأشار ذات المتحدث، إلى أن الوفرة الكبيرة التي تشهدها مختلف المنتجات الفلاحية والتي تتسبب في انخفاض الأسعار، لا تضر فقط بمصالح المنتجين، بل تمس بالاقتصاد الوطني أيضا، كون المنتوج الفلاحي لا يحتاج فقط إلى يد عاملة وتكلفة إنتاجية، بل يتطلب استهلاك نسبة كبيرة من المياه الجوفية، هذه الأخيرة التي سجلت تراجعا كبيرا في عدة ولايات بسبب الاستغلال غير المدروس. وشدد أكلي موسوني على ضرورة تنظيم القطاع الفلاحي بوضع خطط واستراتيجيات لتفادي الفائض الكبير في المنتوج، بالإضافة إلى استحداث وحدات صناعية لتحويل وتعبئة المنتجات الفلاحية، وكذا رسكلة النفايات وتحويلها إلى أسمدة مختلفة بدل استيرادها بأثمان جد باهظة، حارصا على ضرورة إعادة النظر في استغلال الطاقة والمياه الجوفية.
* ضرورة إيجاد أسعار مستقرة تحمي المستهلك والفلاح معا وأكد رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار، على أن الانخفاض الكبير في أسعار الخضر والفواكه، يضر بآلاف الفلاحين والمنتجين، داعيا إلى ضرورة تحقيق توازن من خلال إيجاد أسعار مستقرة ومتوسطة، تحمي مصالح الفلاحين من جهة وتحافظ على القدرة الشرائية للمواطن من جهة أخرى. وأضاف الطاهر بولنوار، "إذا استمرت أسعار الطماطم في الانخفاض، سيتعرض الفلاح إلى خسائر كبيرة، تدفعه إلى العزوف عن زراعة المنتوج في المواسم القادمة، مما يتسبب في نقص العرض وارتفاع الأسعار". وطالب رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين، وزارة الفلاحة بوضع مخطط لزيادة الإنتاج مع ضمان استقرار الأسعار، مشددا في ذات السياق على ضرورة استحداث وحدات صناعية للتحويل الغذائي، لتحويل الفائض في المنتوج إلى مصانع التحويل، مؤكدا أن الأسعار في الوقت الراهن جد معقولة، وأن أي انخفاض آخر سيضر بمصالح الفلاحين. سمية شبيطة