يبدو أن التلاميذ المنخرطين في مختلف النوادي والمنتخبات المدرسية لن يكون بمقدورهم إجراء أو المشاركة في أي منافسة، سواء كانت وطنية أم دولية، في ظل رفض وزارة الشباب والرياضة الترخيص للمنظمين بإجراء تلك المنافسات، وكذا عدم تسديد الميزانية اللازمة من أجل المشاركة في المنافسات الدولية، وهذا بسبب الصراع القائم بين الوزارة الوصية واللجنة الاولمبية الجزائرية، باعتبار أن رئيس إتحادية الرياضة المدرسية، عبد الحفيظ إيزام، هو الأمين العم ل"الكوا" كذلك. فبعد إلغاء المشاركة في البطولة العالمية لألعاب القوى المدرسية بمدينة نانسي الفرنسية، والبطولة العالمية المدرسية للجيدو، بالهند، وكذا ألعاب الآمال المدرسية بمناسبة عيد الإستقلال، التي كانت مقررة بسطيف، إلى جانب إلغاء البطولة الوطنية للكرة الطائرة بتلمسان، ها هي البطولة الوطنية المدرسية لكرة اليد التي كانت مقررة بين 30 جويلية و4 أوت بالبليدة، بعد إعتذار مديرية التربية لذات الولاية من الترخيص لإجراء هذه البطولة، ب "أوامر فوقية"، لكن دون تقديم أي مراسلة رسمية لتبرير هذا التصرف. ورغم أن مديرة التربية لولاية البليدة، التي ترأس كذلك الرابطة الولائية المدرسية، قد قدمت الأسبوع الماضي ضمانات في بادئ الأمر من أجل إجراء المنافسة بالقاعات الرياضية التابعة للثانويات بالبليدة في حال رفض الترخيص بإجرائها بالهياكل الرياضة التي تديرها مديرية الرياضة، إلا أنها تراجعت في آخر لحظة (الأحد)، بعد رضوخها لضغوطات الوزارة. يشار أن المتتبعين للشأن الرياضي يدركون جيدا ان الطريقة التي تتعامل بها الوزارة مع الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية سببها أن رئيس هذه الأخيرة، عبد الحفيظ إيزام، هو الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية، برئاسة مصطفى براف، والتي دخلت في صراع مع الوزارة. وتعود جذور هذا الصراع بين ولد علي وبراف، إلى رفض الأخير الانصياع إلى مطالب عدم الترشح لعهدة جديدة، بعد أن طلب منه ولد علي الإنسحاب من الحركة الرياضية كشكل من تحمل مسؤولية الإخفاق في أولمبياد ريو 2016. وفي هذا السياق، تقوم مديريات الرياضة بمختلف الولايات بإيعاز من الوزارة بجمع توقيعات رؤساء الرابطات الولائية المدرسية من أجل سحب الثقة من إيزام، إذ في الوقت الذي رفض فيه البعض الإمضاء، فإن البعض الآخر وقع مجبرا خوفا من عدم الإستفادة من الدعم المالي. بالمقابل، يتساءل المتتبعون عن سبب إلتزام وزارة التربية الوطنية الصمت، رغم أن إقامة النشاطات الرياضية المدرسية تقع تحت مسؤوليتها، رغم أن الوزيرة نورية بن غبريت سبق لها أن كرمت المنتخب المدرسي لألعاب القوى بعد عودته بنتائج طيبة من البطولة العالمية قبل اشهر من الآن، وكأكدت آنذاك أن مصالحها تدعم الرياضة المدرسية لأنها تشرف الجزائر في المحافل الدولية، ومن منطلق العقل السليم في الجسم السليم. ويبدو آن الوزيرة لازالت منشغلة أكثر بالمشاكل العديدة التي يتخبط فيها قطاعها. ويبقى التلاميذ الضحية الأولى لهذا الصراع باعتبار أن كل مجهوداتهم التي بذلوها طيلة الموسم من خلال الدورات التأهيلية العديدة التي خاضوها باتبرعاتهم الخاصة، ذهبت أدراج الرياح، باعتبار أنهم لن يتمكنوا من خوض البطولة الوطنية التي تتوج مجهودات الموسم. فؤاد.أ