افتتح مؤتمر إعادة إعمار غزة أمس الاثنين في منتجع شرم الشيخ المصري بدعوات دولية إلى تسوية سياسية للمشكلة الفلسطينية وفتح معابر قطاع غزة ومصالحة وطنية فلسطينية. قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المساعدات الأمريكية إلى قطاع غزة ''لا يمكن فصلها عن عملية السلام'' ، وأكدت أن ''استجابتنا للازمة اليوم لا يمكن فصلها عن جهودنا الأوسع من اجل الوصول إلى سلام شامل''.، وأضافت ''أننا نسعى كذلك من خلال منحنا مساعدات لغزة إلى تعزيز الشروط التي ينبغي توافرها من اجل التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية''. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستقدم مساعدات إجمالية للفلسطينيين قيمتها 900 مليون دولار من بينها 300 مليون فقط ستذهب مباشرة إلى قطاع غزة أما بقية الأموال فستخصص للسلطة الفلسطينية، وأكدت كلينتون أنها حصلت على ''ضمانات'' من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالا تذهب المساعدات الى حركة حماس التي تضعها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية.، وقالت في هذا السياق لقد عملنا مع السلطة الفلسطينية لوضع ضمانات وللتأكد من ان هذه الأموال لن تقع في الأيدي الخطأ''، ملمحة بذلك إلى حماس، وأكد الرئيس الفلسطيني أن جهود إعادة إعمار غزة ستبقى ''مهددة في ظل غياب الحل السياسي''.، وشدد عباس متوجها الى القادة المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه مصر والنرويج، ''على الحاجة الماسة لتحقيق تقدم جوهري نحو الحل العادل''، ودعا عباس المجتمع الدولي إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية التي ستتشكل إلى أن تؤكد ''التزامها بحل الدولتين وبالاتفاقات الموقعة، ولا يمكن تخيل أي إمكانية لانطلاق عملية السلام مجددا قبل تلبية هذه المتطلبات''.، أما الرئيس المصري حسني مبارك فحذر من ان ''الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجئ'' ومن أن ''الوضع في الشرق الأوسط أصبح منذرا بالخطر والانفجار أكثر من اي وقت مضى''.، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كذلك بفتح المعابر معتبرا انه ''الهدف الأول الذي لا غنى عنه''.، ودعا بان كذلك إلى ''مصالحة فلسطينية'' مع تأييده ''جهود السلطة الفلسطينية وقيادتها من اجل إعادة إعمار غزة''.، وينتظر إن يقدم المانحون 8,2 مليار دولار على الأقل لتمويل خطة إعادة الاعمار والدعم الاقتصادي التي أعدتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ووفقا لهذه الخطة فان إعادة الاعمار وإنعاش الاقتصاد تتطلبان 3,1 مليار دولار خلال عامي 2009 و2010 و5,1 مليار لتغطية العجز في موازنة السلطة الفلسطينية التي تخصص نصفها لقطاع غزة رغم أن عباس لم يعد يملك اي سلطة في القطاع الذي سيطرت عليه حركة حماس في جوان .حماس تحذر من تسييس قضية إعمار غزة حذرت حركة حماس من محاولة تسييس قضية إعادة إعمار غزة مستنكرًا دعوات وزيرة الخارجية الأمريكية لتسليم أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية ومنعها عن حماس الأمر الذي اعتبرته تعزيزًا للانقسام الفلسطيني، قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس : '' نؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسئولية تدمير غزة وهو وحده الذي يجب عليه تحمل تبعات إعادة الاعمار وتبعات الجرائم التي ارتكبها بحق النساء والأطفال والشيوخ''، ودعا برهوم الدول المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي انطلق اليوم ، إلى البحث عن آليات سريعة مباشرة للإعمار دون الخوض في السياسات الداخلية لأنها شأن يمكن تجاوزه بالحوار، وأكد برهوم أن العالم إذا كان حريصًا على مصلحة الشعب الفلسطيني فلا داعي لتجاهل ممثليه الشرعيين ، وأشار إلى أن حماس توجهت للحوار الفلسطيني بقلب مفتوح حرصًا على مصلحة الشعب الفلسطيني.