عماره بن عبد الله إننا في هذه الأيام نلج أبواب عام دراسي جديد نسأل الله تعالى أن يجعله علينا وعلى المسلمين عام خير وبركة، وعلى من يحب للجزائر شرا عام ذل وهوان. نعم دخول اجتماعي ومدرسي جديد بعد عطلة قضاها كل منا فيما يريحه من نزهة وسياحة وتعلم كتعلم كتاب الله, واللغات في المعاهد الخاصة ..على كل حال انتهت العطلة وحانت مرحلة الجد والعمل, وبهاته المناسبة لابد من القول فيما يجب قوله لمعلمينا وأبنائنا المتعلمين ولأنفسنا كأولياء. أما الرسالة الأولى فهي للمعلم فإن من أهم ما يتعلق به أن يدرك العلوم التي يلقنها إلى الطلبة إدراكاً جيداً مستقراً في نفسه قبل أن يقف أمامهم حتى لا يقع الواحد منهم في حيرة عند سؤال التلاميذ له ومناقشتهم إياه, فإن من أعظم مقومات الشخصية لدى الطلبة أن يكون المعلم قويا في علمه وملاحظته, لأن قوة المعلم العلمية في تقويم شخصيته لا تقل عن قوة ملاحظته وأنه إذا لم يكن عنده علم ارتبك عند السؤال فينحط قدره في أعين تلاميذه، وإن أجاب بالخطأ فلن يثقوا به بعد ذلك، إذاً فلابد للمعلم من إعدادِ واستعدادِ وتحملِ وصبرِ. كما عليه أن يحرص على حسن إلقاء الدرس وأن يسلك أسهل الطرق في إيضاح المعاني، ومناقشة الطلبة فيما ألقاه عليهم سابقا, ليكونوا على صلة بالماضي, أما أن يأتي يقرأ عليهم الشيء قراءة لا يدري من فهم ومن لم يفهم ولا يناقش فيما مضى – فإن هذه الطريقة طريقة عقيمة جداً لا تثمر ثمرة ولا تنتج نتيجة طيبة, كما عليه أن يظهر أمام طلبته بالمظهر اللائق من الأخلاق الفاضلة والآداب العالية, ليكون قدوة لتلاميذه في العلم والعمل, لأن أخلاق المعلم وآدابه صورة مشهودة معبرة عما في نفسه ظاهرة في سلوكه، فتنعكس هذه الصورة تماماً على إرادة التلاميذ واتجاههم، نعم أيها المعلم الفاضل وفقك الله في إتمام وتأدية هاته الأمانة, حتى نكون أمام نشء متعلم يصنع غد الجزائر يرسم تاريخها وحاضرها ومستقبلها. أما رسالتي الثانية فهي لأبنائي وإخواني المتعلمين إبذلوا كل الجهد في تحصيل العلم من أول العام حتى تدركوا المعلومات إدراكاً حقيقيا ثابتا في قلوبكم راسخا في نفوسكم, لأنكم إذا اجتهدتم من أول العام أخذتم العلوم شيئا فشيئا، سهلت عليكم ورسخت في نفوسكم، وإن أنتم أهملتم وتهاونتم في أول العام انطوى عنكم الزمن، وتراكمت عليكم الدروس، فأصبحتم عاجزين عن تصورها فضلا عن تحقيقها فندمت حين لا تنفع الندامة, فاغتنموا الفرصة وكونوا الجيل الأمثل وخير خلف لخير سلف كونوا من صناع مجدها كما حررها آباؤنا بالسلاح والجهاد فأنتم من يبنيها ويرفعها ويخلد مقامها في المحافل ومقدمة الدول. أما رسالتي الثالثة والأهم فهي للأولياء وما أدراك ما الأولياء….؟ فإذا كان على المدرسة معلميها ومديريها وعندها واجبات فإن على أولياء الطلبة من الآباء وغيرهم واجبات يلزمهم القيام بها.. عليهم أن يتفقدوا أولادهم وأن يراقبوا سيرهم ونهجهم العلمي والفكري والعملي، وأن لا يتركوهم هملاً لا يبحثون معهم، ولا يسألونهم عن طريقتهم وأصحابهم ومن يعاشرونهم ويصادقونهم لأن إهمال الأولاد ظلم وضياع ومعصية لما أمر الله به, أولادنا ومع هذا الحصار الثقافي وهذا الغزو الدخيل الظاهر من خلال ملابسهم وتصرفاتهم هذا من جهة ومن جهة ثانية من خلال انحرافهم واتباعهم أفكارا وتيارات فكرية متطرفة بالمحصلة خراب لحياتهم ولحياة ذويهم. دخول مدرسي موفق سنة مليئة بالنجاحات والتفوق والازدهار في شتى المجالات ودام عزك ياأغلى وطن.