تعد "ليالي إيزيس كوبيا..ثلاثة مائة ليلة وليلة في العصفورية" لواسيني الأعرج التي صدرت حديثا عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، أول رواية عربية تستدعي إبداعيا حياة الكاتبة الكبيرة مي زيادة، في لحظة مأساتها في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية ببيروت "العصفورية"، بعد أن اتهمها أقاربها بالجنون للتخلص منها والاستيلاء على ميراثها لأنها كانت وحيدة والديها المتوفيين. "ليالي إيزيس كوبيا.. ثلاثة مائة ليلة وليلة في العصفورية "، حسب منشور للروائي واسيني الاعرج على صفحته الخاصة على الفيس بوك هي قصة مخطوطة ضائعة لميّ: ليالي العصفورية، تحتوي على الكثير من الأسرار. رحلة شاقة بين مختلف الأماكن والبيوتات، الأديرة، المستشفيات والمصحات، المهاجر، التي مرت عبرها المخطوطة. الكثير من الأطراف تتنافس للحصول عليها. دونت ميّ في هذه المخطوطة تاريخها الشخصي، ولكن أيضا الظلم الاجتماعي الذي تعرضت له من أهلها وأصدقائها، تدين كل من أجرموا في حقها. لكن ليالي إيزيس كوبيا يوضح الاعرج "تذهب إلى أبعد من هذا كله، في تحليلها الفني، لمشكلات العصر الخطيرة، من بداية القرن الماضي إلى اليوم كوضعية المرأة في المجتمعات الشرقية التي تعيد إنتاج أفكار القرون الوسطى. مضيفا "مشكلة الذكورة التي لم تعد مقتصرة على أفراد بعد أن تحولت إلى نمط من التفكير. معضلات الحداثة في مجتمع ما بين الحربين التي ظلت خطابا فوقيا نخبويا، ولم تتحوّل إلى فاعلية اجتماعية وحياتية. فقد أحب جيل ميّ الحداثة، لكنه رفض دفع ثمنها الباهض. وأشار الأعرج في ذات المنشور أن هذه الرواية تستحضر رواد العصر، مثل طه حسين، الرافعي، جبران، مطران، مصطفى السيد، الريحاني، وغيرهم من الذين هيكلوا مجتمع العشرينيات حتى الخمسينيات، وتركوه معلقا في فراغ لا هو حداثي يقبل بخياراته، ولا هو كلاسيكي مرتاح تحت مظلة شكلتها المنظومة الدينية والتقاليد. حنان حملاوي