ندعو الشباب لاستغلال فرص الاستثمار.. والدولة لن تتراجع عن امتيازات منحتها أنشئت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "لونساج" سنة 1996، ومنذ ذلك الحين خلقت عشرات الآلاف من مناصب الشغل، وبفضلها أصبح شباب مقاولين، وآخرون أرباب عمل، لكن كثيرين فشلوا وخنقتهم الديون، ومنهم من رفض التعامل مع الوكالة بسبب القروض الربوية. لأجل كل هذا، لم يتوقف الجهاز عن إصلاح نفسه بحسب متطلبات السوق.. للتعرف أكثر على تطور الوكالة وما قدمته للشباب المقاول، حاورت جريدة "الحوار" الجزائرية السيدة سميرة جايدر المديرة العامة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "لونساج"، فكانت منها هذه التوضيحات.
* كيف تسير أمور وكالة دعم تشغيل الشباب؟ – حقيقة، ليس لدينا مشاكل مادية، وكل المشاريع التي يقدمها الشباب لإنشاء مؤسسة مصغرة نرحب بها، شرط توجه الفكر المقاولاتي نحو خدمة الاقتصاد الوطني، ولابد أن يشارك المشروع في التنمية المحلية، هذا هو توجهنا. وكل شاب يأتي إلى الجهاز لابد أن تكون لديه مؤهلات، إما من خريجي الجامعات أو من مراكز التكوين المهني. لا نقبل شابا يطلب المرافقة في إنشاء مؤسسة مصغرة وهو بدون تكوين.
* هل يقبل عليكم الشباب بمستوى نضج مقاولاتي؟ – التكوين يسبق إنشاء المؤسسة المصغرة، وهذا هو التوجيه الذي نعطيه للشباب الراغب في تكوين مؤسسة، ونعلمهم أن التكوين متوفر في الجزائر ومجاني، ضمن التكوين المهني، خاصة لفئة الشباب بين 18 و25 سنة. في بداية إنشاء هذا الجهاز، كانت لدينا وكالة على مستوى كل ولاية، وبعد 2008 أصبح لدينا أكثر من 170 ملحقة، لتقريب الجهاز من الشباب. ذهبنا إلى غاية الولايات المنتدبة والدوائر، لنقترب ونروّج للجهاز، ونتكفل بالشباب، ونستمع إليه، لنكون جميعنا على نفس المستوى من المعلومة، لا نترك فئة من الشباب على غير علم بالفرصة التي يمنحها إياه هذا الجهاز.
* وخريجو الجامعات، كيف تتعاملون معهم؟ – أنشأنا لهذه الفئة دورا للمقاولاتية على مستوى الجامعات والمراكز الجامعية، دورها تنمية روح المقاولاتية على مستوى الجامعة بالنسبة للشباب، حتى قبل أن يتخرج ويدخل الحياة العملية، نستقبلهم في دار المقاولاتية، أين نقوم بتكوينهم، ونعرفهم ماهية المقاولاتية، وندرس معهم فكرة مشاريعهم، قبل أن يتخرجوا. وبعد أن يتحصلوا على الشهادة، تكون الأمور واضحة بالنسبة لمن يختار أن يكون صاحب مؤسسة، حيث نختصر لهم الوقت، ونعطيهم المعلومات الكافية حول جهاز لونساج، والامتيازات التي نمنحها، والإجراءات، لإنشاء مؤسسات ضمن أجهزة الدعم التي تمنحها الدولة. وإلى غاية هذا المستوى، يكون الشاب جاهزا لإنشاء مؤسسته.
* في أي مرحلة يكون الشاب مستعدا لإطلاق مشروع؟ – هناك شباب في الأساس لا يعرفون بأن هناك إمكانية لإنشاء مؤسسات مصغرة، ومنهم من لا يعرف بأن لديه روحَ المقاولة، لكن عن طريق الحصص الجماعية في دار المقاولاتية والتكوين الذي يأخذه، يستفيق ويجد نفسه صاحب فكرة، وأنه قادر على إنشاء مؤسسة مصغرة، ويربح الوقت لينشئ نشاطا اقتصاديا. حاليا، لا يوجد فكرة مشروع لا نقبلها، خصوصا إذا كانت ستخلق نشاطا، خاصة في القطاعات المطلوب تنميتها، وهي معروفة في الاقتصاد الوطني: الفلاحة، الصناعة والسياحة، والدولة تعول عليها كثيرا، وكذلك نحن ببرامج الدعم هذه، نتماشى مع هذه التوجيهات. من جهة أخرى، لاحظنا أن كثيرا من الشباب لديهم أفكار جد مهمة في مجال التكنولوجيات الجديدة، وهناك من يختارون الحضّانات، ويجدون لدينا المرافقة والتسهيلات.
* ما شروط الاستفادة من خدمات وكالة لونساج؟ شروط التأهيل محددة: أولها: السن المحدد من 19 إلى 35 سنة، ويمكن تمديده حتى 40 سنة عندما يتعهد بإنشاء 3 مناصب شغل. ثانيا: التأهيل في المجال الذي يريد الاستثمار فيه، وهناك جانب لا ينبغي إغفاله، وهو أن كل شاب لديه مؤهلات في التسيير من خريجي الجامعة في المناجمنت والتسيير، يمكنه تسيير المؤسسة المصغرة في الميدان الصناعي مثلا، أو أي مجال آخر، مع الاستعانة بآخرين في المجال الذي ينشط فيه. ثالثا: مساهمة مالية من الشاب في المشروع بحدود 1 بالمئة، عندما تكون قيمة المشروع 500 مليون، و29 بالمئة مساهمة وكالة لونساج، ويساهم البنك ب 70 بالمئة بقرض معفى من الفوائد بنسبة 100 بالمئة. والمستوى الثاني فيه مساهمة الشاب ب 2 بالمئة، عندما تصل قيمة المشروع إلى غاية مليار سنتيم، ونشارك نحن ب28 بالمئة، والبنك ب 70 بالمئة، بقرض معفى من الفوائد. وهناك نوعان من التمويل: التمويل الثلاثي الذي تحدثنا عنه، وهناك التمويل الثنائي بين الشاب والوكالة فقط، وهنا يختار الشاب نوع التمويل، ويبقى تدخل الوكالة في حدود 28 أو 29 بالمئة، والشاب يتحمل 70 بالمائة التي يساهم بها البنك. وهذه الصيغة تكون أكثر عندما تكون قيمة المشروع صغيرة، يمكن أن يتحملها الشاب لوحده.
* هذه الشروط.. وماذا عن التسهيلات؟ – بالنسبة للامتيازات، هناك إعفاءات ضريبية مدروسة حسب المنطقة والنشاط، والقرض معفى من الفوائد. مع التذكير أن المؤسسات التي أنشئت قبل سنة 2011 الإعفاء من الفوائد لم يكن 100 بالمئة، بل كانت نسبة من الفوائد يدفعها الشاب من 60 بالمئة 70 بالمئة وما فوق، حسب النشاط وحسب المنطقة. ومنذ 2013 إلى اليوم، نسبة إعفاء الديون من الفوائد أصبح 100 بالمئة، بالنسبة لجميع النشاطات. الإعفاءات الضريبية هي 3 سنوات، 6 سنوات، و10 سنوات بالنسبة للجنوب. وحاليا الشباب لديهم إغفال ولا يدفعون شيئا، ومدة استرداد الدين ابتداء من السنة الرابعة، فيشرع في رد دين البنك لمدة 5 سنوات، ثم تأتي 5 سنوات أخرى لرد دين لونساج، يعني لديه 13 سنة لدفع مديونية مشروعه. * الشباب المقاول قابل كثيرا من الصعوبات.. كيف واجهتموها؟ – الجهاز عرف تطورا، وفي كل مرة نصلحه بحسب متطلبات السوق. أول تعديل سنة 2011 أين أضفنا توسيع النشاط للمؤسسات المنشأة في إطار هذا الجهاز. لأننا لاحظنا أن المؤسسات المنشأة بين 1997 و2003 كان لها حجم أعمال معتبر، لكن بما أن رأسمال المشاريع قبل سنة 2004 كان 400 مليون كأقصى حد، وعتاد المؤسسات لم يعد كافيا بالنظر إلى الطلبيات التي كانت لديها، وعليه احتاجت توسيع نشاطها. واقترحنا أن كل مؤسسة منشأة في إطار الوكالة، لها الحق في أن توسع نشاطها وتستفيد ثانية من الدعم. في 2004 رفعنا عتبة الاستثمار في المشاريع إلى مليار سنتيم. قبل 2008، كان قرار التمويل تأخذه الوكالة على المستوى المحلى، لكن ابتداء من 2008، أنشأنا لجانا محلية ولجان تمويل المشاريع يترأسها والي الولاية أو ممثله، وأعضاؤها كل المتدخلين الذين بإمكانهم تمويل المشروع من بنوك وفاعلين محليين يعرفون المشاريع التي تحتاجها الولاية، فأشركناهم في اختيار إنشاء المؤسسة المصغرة.
* لكن في وقت ما، توجهت معظم المشاريع للنقل، لماذا؟ – استثمار الشباب في وسائل النقل في السنوات الأولى شيء يراه الآخرون سلبيا، لكن بالنسبة إلى الوكالة كان إيجابيا، وكانت وقتها الحاجة لوسائل النقل كبيرة، ليس لنقل البضائع فحسب، بل حتى نقل المسافرين. واستثمار الشباب في هذا القطاع ساعد في فك العزلة عن المناطق النائية، وتمكن مواطنو تلك المناطق من التنقل والذهاب للعمل في جهات أخرى بفضل أولئك الشباب. وبعدما حصل الاكتفاء في هذا المجال، وأوقفنا تلك المشاريع، لكن اللجان الولائية لازالت تقدّر أهمية كل فكرة، وحينما تكون الحاجة إلى مشاريع النقل في بعض الجهات، سندعمها لتحقيق التنمية المحلية.
* ألم يُفقد التوجه الكثيف لذلك القطاع المشاريع مصداقيتَها؟ – لا. لأننا لاحظنا أن التوجه الكثيف للاستثمار في وسائل النقل كان بسبب عدم القدرة على توفير مقر للنشاط، وعليه قررنا سنة 2011 إضافة 3 إعانات للشباب، كي لا يصطدموا بمشكل نقص المحل. وهذه الإعانات الإضافية هي قروض بغير فوائد تمنحها الوكالة: إعانة إضافية ب50 مليونا لكراء محل للنشاط، تضاف إلى قرض أونساج. المكاتب المشتركة او الجماعية للأطباء، المهندسين، المحاسبين وأعوان القضاء يستفيدون من قرض بقيمة 100 مليون لكراء عمارة، لينشئوا مؤسساتهم المصغرة في نفس المحل، ويتقاسموا أعباء الإيجار ولابد أن يكونوا اثنين على الأقل. هناك قرض آخر بقيمة 50 مليونا لشراء السيارة الورشة، وتخص 7 أنواع من النشاط، مثل الكهرباء الترصيص الميكانيك والبناء وغيرها، وهذه مهن لا تحتاج أعباء كراء المحل.
* هل تتدخلون في توجيه المشاريع لقطاعات معينة؟ – نقوم على مدار السنة بالإعلام والتوجيه والترويج للقطاعات التي يحتاجها الاقتصاد، ومن هنا نلاحظ أنه بين القطاعات المتقدمة والتي يكثر الطلب عليها، قطاع الفلاحة خلافا للسنوات الاولى. الآن هي القطاع الاول، ثم الصناعة والخدمات. بدورنا نوجه الشباب نحو المشاريع التي تجد مكانها مثل الطاقات المتجددة والنظيفةن مع ملاحظة أن الشباب يتوجهون للنشاطات التي تحتاجها مناطقهم، أو بحسب توفر المواد الاولية على المستوى المحلي. وهناك من تسهم مشاريعم لإدخال تكنولوجيا او نشاط غير موجود في تلك المنطقة ونرحب بذلك.
* بعض الشباب يرفض الإقبال على الوكالة بسبب القروض الربوية؟ – هذا هو السبب الذي جعل الدولة تتدخل وتمنح القروض معفاة من الفوائد 100 بالمئة، لأن الشباب مطالب بالمشاركة في الاقتصاد الوطني وتنشيط التنمية المحلية، شباب المنطقة لابد أن يشارك في التنمية المحلية لمنطقته، ولابد أن يخلق الثروة ويحقق قيمة مضافة، وهذه روح الجهاز.
* هل نفهم بأن وكالة لونساج أنشأت مؤسسات ناجحة؟ – لا يمكن أن نقول بأن كل المؤسسات التي أنشئت نجحت. ومعروف في العالم كله أن أصعب مرحلة في حياة المؤسسة هي الإنشاء، لكن يمكننا ان نعرف كم مؤسسة ذهبت إلى صندوق الضمان الخاص بمؤسسات لونساج الذي يمول من قبل الشاب ولونساج والبنوك. في حال تعذر دفع 3 أقساط تدفع المؤسسة المصغرة ملفها لهذا الصندوق الذي ينظر فيه، وتكون لونساج في الاستماع إلى المشاكل التي تواجه المستثمر الشاب. فإذا كانت مشاكله ظرفية لا نعوض الشاب، بل نعطيه فرصة أخرى بتوجيهات جديدة لينطلق من جديد. اما إذا كانت المشاكل عميقة والمؤسسة تحتضر ولا أمل من إعادة بعثها، هنا نعوض المؤسسة، حيث يمنح الصندوق البنك 70 بالمئة من قيمة القرض، ويقوم البنك ببيع عتاد الشركة في المزاد العلني، ليدفع قيمته للصندوق.
* هناك شباب أخفقوا واختنقوا بالديون، أليست هذه حقيقة؟ – في 6 سبتمبر 2017 أمضينا اتفاقية مع البنوك الخمسة فيما يخص إعادة جدولة ديون المؤسسات المنشأة قبل 2011، لأننا رأينا أن الامتيازات التي منحت للمؤسسة الآن ليست نفسها التي كانت موجودة قبل 2011. المؤسسة الآن تنشط بأريحية مقارنة بما قبل 2011، فالمشاركة الشخصية للشاب كانت 5 بالمئة، والآن هي 1 أو 2 بالمئة. وبداية تسديد الدين الآن بعد 3 سنوات، بينما في السابق كانت بعد سنة او أقل، وهذا كله جعل المؤسسة من قبل تدخل في صعوبات، حتى وان بدأت النشاط فهي تعجز عن تسديد الدين، وتدخل في غرامات التأخير.
* هل تدخلتم لإنقاذ مؤسسات فاشلة؟ – اتفقنا مع البنوك على إعادة جدولة ديون المؤسسات المعسرة، ونمسح غرامات التأخير، لأن قيمتها مع التراكم تصبح كبيرة تفوق في كثير من الاحيان حتى قيمة القرض. منحت الدولة امتيازا لفائدة المؤسسة المصغرة، وهي حجز 20 بالمئة من الطلب العمومي لصالحها، كما يسمح لها بأن تتحصل على طلبيات ما يجعلها قادرة على النشاط، وما على المقاول الشاب إلا السعي ليحصل على نصيب من الطلب.
* كيف لصاحب المؤسسة الفتية أن يعرف كل هذا؟ – الشاب لا يعرف هذا القانون ولا كثير من حقوقه، لذلك وضعنا كل التفاصيل على موقعنا الالكتروني، وكيف يمكن للشاب المقاول الحصول على نصيب من الطلب العمومي، وكيف يملأ دفتر الشروط، وكيف يقدم على المناقصة ويملأ فاتورة. كل الشباب قبل ان يحصلوا على تمويل مشاريعهم نكونهم في طريقة تسيير المؤسسة، والمكونون بدورهم تلقوا تكوينا مناسبا ويملكون تأشيرة المكتب الدولي للعمل.
* هل من إجراءات جديدة مع دخول سنة 2018؟ – طبعا نقوم بعصرنة الجهاز ولا نبقى في الطرق الكلاسيكية، هذه السنة فتحنا التسجيل الالكتروني عن بعد، كي نوفر على الشاب الإجراءات والتعب، كما يمكنه بنفس الطريقة متابعة ملفه والاستعلام بخصوصه عن طريق النت. من جهة أخرى، نقوم بإنشاء قاعدة إلكترونية نجمع فيها الشباب المقاول وكل المؤسسات المصغرة التي أنشئت في إطار الجهاز، ليتمكنوا من خدمة بعضهم، وعرض خدماتهم على بعض، أو إبرام عقود مناولة، كما يمكنهم التواصل عبر هذه القاعدة لخلق تكامل وتبادل بينهم. أنشأنا أيضا تطبيقا إلكترونيا بنظام اندرويد، بعنوان "خدمة"، فيه كل أصحاب المؤسسات الممولة عن طريق لونساج، من المهن والحرف، بعناوينهم وبياناتهم، وما على المواطن الطالب لأي خدمة من خدماتهم إلا أن يحمّل هذا التطبيق للاستفادة من الخدمات، ويستفيد المقاول الشاب بالمقابل من شغل لمؤسسته. وكل هذا مساعدة للمؤسسة المصغرة.
* ماذا عن المرأة المقاولة؟ – في بداية إنشاء جهاز لونساج، لاحظنا أن المرأة لا تتجه للاستثمار، ولا لإنشاء المؤسسة، وهذا راجع لطبيعة المرأة التي تخشى الاستدانة، ولا تقبل على نفسها الديون لدى البنك. وعملنا على ان نبدد هذه المخاوف. كنا نتعمد احضار نساء مقاولات لعرض نشاطاتهن، ومنح فرصة التحاور مع جمهور النساء لتشجيعهن على المقاولة. ونرى الآن أن الامر في تطور، والمرأة تقبل على مجالات كانت حكرا على الرجال، مثل الكهرباء والبناء، وهناك العديد من المؤسسات مسيرة من قبل النساء، بلغت المستوى الوطني، ومنها ما تصدر منتجاتها إلى الخارج.
* ما رسالتك للشباب الجزائري؟ – نقول للشاب، مستقبلك في بلادك، لا يوجد بلد يتحملك مثل بلدك. التكوين في الجزائر مجاني، والدراسة في الجامعة مجانية، وبعد التكوين يمكن إنشاء المؤسسة بدعم من الدولة مع كل التسهيلات. نحتاج لكل المهن والحرف، وليس الوقت وقت تيئيس الشباب، بل هذه فرصتهم، ونؤكد لهم أن الدولة لم تقدم امتيازا للشباب ثم تمنعه مجددا، أبدا لم يحصل هذا. أكثر المشاريع المقترحة مقبولة، ونحن نسير الآن نحو النوعية.
* كيف تنظر المرأة المديرة المسيرة إلى وكالة وطنية تخلق الشغل والثروة؟ – أنا ابنة الجهاز، اشتغلت به منذ إنشائه، وكبرت فيه، وأحب عملي كثيرا. عملي مهم جدا، مع أن مهمتي إدارية، لكن فيها جانب انساني قوي. فعندما تخرجين شبابا من البطالة وتعطيهم فرص عمل، ويصبحون مسيرين ناجحين، يتحقق لديك ارتياح ذاتي كبير. وكلما رأيت شبابا ينجحون، يمنحني شجاعة بأن أستمر في العطاء، وأساعد الشباب قدر المستطاع، لأنني أم، ويمكن أن يقع أبنائي غدا فريسة للبطالة، لذلك اقدر جميع الشباب، وأعتبرهم إخواني وأبنائي، وأعطيهم الرعاية، ونرافقهم في مشاريعهم بكل ما اوتينا من إمكانات إلى غاية نجاح مؤسساتهم. وليس في توجهنا ان نعاقبهم، أو أن نجرهم إلى المحاكم، بل إن نجاح المؤسسة المصغرة هو هدفنا. حاورتها: غنية قمراوي