جددت السلطات البرازيلية المطالب التي تقدمت بها لوزارة الطاقة والمناجم بغرض استيراد الغاز الطبيعي المسال من الجزائر، في خطوة لتنويع مصادرها الطاقوية وتقليل اعتمادها على الغاز البوليفي تجنبا لحدوث اضطرابات في الإمدادات، مؤكدة أن المفاوضات التي باشرتها الشركة البرازيلية للنفط والغاز ''بتروبراس'' مع نظيرتها ''سوناطراك'' تعرف تقدما ملحوظا. وكانت الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' قد وقعت قبل عامين مذكرة تفاهم مع الطرف البرازيلي تقضي بتباحث سبل تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى البرازيل بطلب من هذا الأخير، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التعاون الطاقوي في مجالات التنقيب وإنتاج البترول في حقول البلدين ودول أخرى، من خلال إقامة عدد من المشاريع من بينها توريد الغاز إلى محطات تقيمها ''بتروبراس'' شمال شرق البرازيل، علما أن مذكرة التفاهم قد تم التوقيع عليها بالعاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو. وفي هذا السياق، أكد الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا في تصريحات نقلتها مصادر إعلامية أمس أن مفاوضات استيراد الغاز الطبيعي المسال من الجزائر ودول أخرى تعرف تقدما ملحوظا، فيما تتواصل المفاوضات مع حكومة ترينيداد وتوباغو لتوريد الغاز وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة البوليفية، موضحا أن بلاده تستورد حاليا ما يزيد عن 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المميع من بوليفيا لتغطية احتياجاتها الطاقوية، على أن تتجه في الأشهر المقبلة إلى تنويع مصادر إمداداتها. وأشار دي سيلفا حسب نفس المصادر إلى رغبة بلاده في تقليص حجم استيراد الغاز من بوليفيا بعد انتهاء مدة العقود الثنائية لتوريد الغاز بحلول العام ,2019 الأمر الذي سيسمح برفع معدلات الاستيراد من دول طاقوية أخرى، فيما أبدى تخوفه من الاعتماد على مصدر وحيد في ظل الأزمة المالية التي أضحت تؤثر سلبا على الاستثمارات في مجال التنقيب عن البترول والغاز، خاصة مع تدني أسعار المحروقات إلى مستويات لا تسمح بتغطية تكاليف الإنتاج، مشددا على ضرورة استكمال كافة المفاوضات مع أهم البلدان المصدرة للغاز لفك التبعية الطاقوية.