أعلنت الحكومة الكرواتية أمس رغبتها في التفاوض مع الشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك'' بغرض تزويدها بشحنات من الغاز الطبيعي الجزائري عبر خط أنبوب ''ترانسماد'' الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر الأراضي التونسية، ليتم بعدها تحويل الإمدادات إلى كرواتيا انطلاقا من مدينة سردينيا الإيطالية، نتيجة المخاوف الأوروبية من تجدد أزمة الغاز بين موسكو وكييف، رغم إعلان الجانب الروسي أمس استئناف شركة ''غاز بروم'' لإمداداتها نحو أوروبا عبر أوكرانيا، عقب توقيع الطرفين على اتفاقيات تعهّد لنقل الغاز الطبيعي وإنهاء النزاع الذي أدى إلى قطع شحنات الغاز لمدة أسبوعين. وفي هذا الإطار، كشف رئيس الوزراء الكرواتي إيفو سانادير أن حكومته تعتزم إرسال وفد من رجال الأعمال إلى الجزائر قريبا للتفاوض حول إمكانية نقل الغاز الجزائري إلى بلاده، على اعتبار أنها ليست ضمن الزبائن الأوروبيين الذين تتعامل معهم الجزائر في المجال الطاقوي، وهذا ضمن الجهود التي تقوم بها الحكومة لتأمين احتياجات الغاز الطبيعي من دول شمال إفريقيا وعلى رأسها الجزائر. وأوضح رئيس الوزراء الكرواتي أمس خلال ندوة صحفية عقدها مع وزير الاقتصاد دامير بولانسيتش أن بلاده ترغب في استيراد الغاز الجزائري عبر الأراضي الإيطالية، بالنظر إلى تواجد مسبق لخط أنبوب يربط بين الجزائر وإيطاليا من جهة، وإلى إمكانية ربط كرواتيا بإيطاليا عبر شمال البحر الأدرياتيكي من جهة أخرى، حيث سيسمح أنبوب ''ترانسماد'' بتزويد إيطاليا بنحو 8 ملايير متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما قد يدفع إلى إبرام عقد تجاري مع الجزائر انطلاقا من رفع كمية الإمدادات. وتعد كرواتيا ثالث بلد يبدي رغبته في التزود من الغاز الطبيعي الجزائري منذ بداية الأزمة الروسية- الأوكرانية، بعد كل من إيطاليا وأوكرانيا، إذ كثفت هذه الأخيرة من مفاوضاتها بشأن استيراد كميات إضافية من الغاز بهدف تنويع مصادر الإمدادات وتعويض الشحنات التي لم تعد تتلقاها بسبب الأزمة، في الوقت الذي أكد فيه شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم أن الجزائر على استعداد لرفع كميات الغاز الموجهة لشركائها الأوروبيين إذا سمحت بذلك العقود التي تربطها بهم.