دعا أمس رئيس الجمعية الجزائريةالأمريكية بتكساس ''جسور'' محمد هدير السلطات العليا إلى بذل مزيد من الجهد لتسهيل عودة الكفاءات الجزائرية الموجودة بالولايات المتحدةالأمريكية وباقي بقاع العالم إلى ارض الوطن ، موضحا أن هذه الكفاءات مستعدة للإسهام في بناء البلاد حتى بالمجان إذا ما وفرت لها الشروط اللازمة لذلك. وبين الأستاذ محمد هدير خلال نزوله ضيفا على مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية لتنشيط ندوة تحت عنوان ''تحديات الجالية الجزائرية في أمريكا'' أن الجالية الجزائرية الموجودة في أمريكا تمتلكها رغبة كبيرة للعودة إلى الوطن والمساهمة فيه دون مقابل، إلا أن ما تطلبه لا يتعدى تسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة بعودته، مضيفا أن وجود قنصلية واحدة في بلاد جورج واشنطن لا تلبي الغرض المطلوب ، خاصة وان السفارة الجزائرية لازالت بعيدة عن التعامل مع الجالية وفق العقلية الأمريكية ،على حد ما قال هدير الذي طالبها بان يكون تعاملها مشابها للتسهيلات المقدمة من الإدارة الأمريكية هناك . وكشف رئيس جمعية ''جسور'' أن عدد الجزائريين الموجودين في أمريكا يقدر ب 115 ألف شخص، منهم 14 ألف غير معترف بهم من السلطات الأمريكية، و28 ألف فقط مسجلون في السفارة الجزائرية ، مبررا هذه الحال إلى طبيعة قانون الهجرة الأمريكي من خلال البطاقة الخضراء الذي يفرض على المهاجر إلى دولة العم سام أن يكون قد أمضى 12سنة من الدراسة، إضافة إلى ممارسته لتخصص معين ، وكذا إلى بعد أمريكا عن الجزائر والى المورث الثقافي، ومبينا أن الجالية الجزائرية في أمريكا هي نخبة بأتم معنى الكلمة، حيث تضم نحو 4 آلاف دكتور في مختلف التخصصات، والبعض منهم يتمركزون بمؤسسات عملاقة بالولايات المتحدة ،ومضيفا أن الجزائريين يتمركزون في أربع ولايات هي نيويورك وشيكاغو وتكساس وهيوستن . وأشار المتحدث إلى أن تعلق الجزائريين بوطنهم جعل الكثير منهم يقومون خلال هذه الأيام بعمليات تحسيسية للحث على الانتخاب في التاسع افريل المقبل ، وقد تم الاتصال بجميع الجزائريين إما عن طريق أرقامهم الهاتفية أو بريدهم الالكتروني. وفي الأخير دعا المحاضر إلى الاهتمام بها أكثر فأكثر للإسهام في الاقتصاد الوطني من خلال إتباع تجارب البلدان الأخرى كتونس والمغرب اللتان استحدثتا بنكا للمهاجرين قصد الرفع من مساهمة مغتربيها في اقتصادها ، إضافة إلى الصين التي قامت باستثمارات حكومية في أمريكا ، لتحول تلك العائدات إلى بلدها ، مبديا في الوقت ذاته عدم رضاه على جعل التمثيل البرلماني للجزائريين في أمريكا وكندا مشتركا وممثلا في مقعد واحد فقط ، ودعيا إلى إنشاء مراكز ثقافية في أمريكا للتعريف بالثقافة الجزائرية هناك.