بعد تزكيتها من طرف رئيس الجمهورية هل توقظ "مبادرة الإصلاح " الأحزاب من سباتها ؟ تعرف الساحة السياسية بعد رئاسيات ديسمبر الماضي نوعا من الركود غير المسبوق سوى بعض التشكيلات التي اعتادت أن تنشط هنا وهنا وحتى نشاطها هي الاخرى بات قليلا، وزاد من هذا الركود جائحة كورونا التي كبحت نشاط العالم والدول كلها وليس الأحزاب وحدها فقط، مع كل هذا خرجت قبل أيام مبادرة للإصلاح الوطني تضم قوى متنوعة على غرار أحزاب سياسية، جمعيات ، نقابات وشخصيات وطنية تسعى للتغيير الجذري، فهل ستحرك هذه المبادرة بقية مكونات الساحة الوطنية، خصوصا و أنها حصلت على تزكية رئيس الجمهورية؟، وهل سنرى مبادرات مماثلة تصب في سبيل بناء الجزائر الجديدة . وأطلقت مجموعة من الأحزاب والشخصيات الوطنية و المنظمات المجتمع المدني وكذا عدد من النقابات مسعى وطني تحت مسمى "مبادرة القوى الوطنية للإصلاح قصد تجسيد إصلاحات حقيقية عميقة تعكس الإرادة الشعبية في التغيير، مؤكدين أن أهم أهداف مبادرتهم تقوم على بناء إطار للقوى الوطنية النزيهة الوفية للثوابت الوطنية المؤمنة، بالتحول الديمقراطي والمسار الدستوري وحماية مكتسبات الحراك الشعبي وتجسيد تطلعاته وضمان تحصين هوية الأمة وتعزيز الوحدة الوطنية. كما تهدف المبادرة حسب القائمين عليها إلى حماية النسيج المجتمعي وتعزيز تماسكه وتجريم محاولات تمزيقه، وكذا المبادرة بإجراءات ناجعة للمساهمة في التكفل بالوضعية الاجتماعية للمواطن وتبعات الأزمة الصحية جراء وباء كورونا ودعم الإنعاش الاقتصاد الوطني ، وسيتم الاعتماد لتحقيق هذه الأهداف على مختلف الوسائل السلمية حسبهم،كما ستعتمد في نشاطها على الاتصالات والنقاشات دون إقصاء لأي طرف في الملفات التي تشغل الساحة الوطنية والمساهمة في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه البلاد في إطار القانون.ولقيت هذه المبادرة عكس العديد من المبادرات في عهد النظام السابق اهتماما من السلطات العليا للبلد،والدليل على ذل الاستقبال الذي حظي بهم مثلوا المبادرة من طرف رئيس الجمهورية الذي استمع إلى الخطوط العريضة لمضمون و أهداف المبادرة، وتسلم نسخة منها كما أكد الحاضرون في اللقاء على تشجيع الرئيس،مؤكدا أنه يقف مع أي مبادرة تسعى إلى تجسيد التغيير الجذري والإسهام في بناء الجزائر الجديدة التي يصبو إليها الحراك الشعبي . ومع إقبال البلد على تحديات مهمة على غرار تعديل الدستور وكذا استحقاقات مهمة على غرار الانتخابات التشريعية و المحلية التي من المقرر إجراؤها قبل نهاية السنة،هل سنشهد تحركا للساحة في سبيل إنجاح هذه الاستحقاقات،وهل سنرى مبادرات مثل مبادرة القوى الوطنية للإصلاح،بمسعى إحداث التغيير الجذري،علما أن رئيس الجمهورية أكد في خطاباته حاجته إلى تظافر جهود الجميع وبقاء أبواب الرئاسة مفتوحة أمام كل الاقتراحات والمبادرات التي من شأنها أن تدفع بالبلد نحو التغيير والقضاء على الممارسات القديمة البالية التي عرقلت التنمية في البلد لسنوات وسنوات