احتضت فندق الأوراسي في الجزائر العاصمة اليوم، فعاليات مبادرة القوى الوطنية للإصلاح، التي تضم أحزاب وشخصيات وطنية ونقابات ومنظمات عن المجتمع المدني وعن الباترونا. والتحق بالندوة قادة أحزاب سياسية وشخصيات وطنية وممثلي المجتمع المدني، أبرزهم رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة ورئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس حزب حركة الوطنيين الأحرار عبد العزيز غرمول ورئيس جبهة الحكم الراشد بلهادي عيسى إضافة إلى شخصيات وطنية أخرى على غرار العقيد السابق الحاج الطاهر محمد عبد السلام وسعيدة نغزة رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية وعضو المجلس الدستوري السابق عامر رخيلة والمحامية فاطمة الزهراء بن براهم ورئيس النقابة الوطنية للقضاة، يسعد مبروك.
وكما كان متوقعا غاب عن الندوة قادة الأحزاب الوازنة، على غرار الآفلان والأرندي وحركة مجتمع السلم التي لم توجه لها الدعوة وجبهة العدالة والتنمية إضافة إلى حزب جيل جديد والأفافاس والأرسيدي وبقية الأحزاب المنضوية تحت لواء البديل الديمقراطي.
وقال رئيس رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش خلال إلقائه الكلمة الافتتاحية، عن مبادرة القوى الوطنية للإصلاح، إنها "مبادرة وطنية أكثر منها سياسية بدليل تنوع تركيبة مشاركيها التي لم تقتصر على الكيانات الحزبية إنما اطلعت لمشاركة المجتمع المدني من جمعيات ونقابات وشخصيات ناشطة".
وتطرق بن بعيبش للحديث عن الوضع الراهن، وقال إننا " نمر بمرحلة صعبة والكل يعلم أن الجزائر تعيش مرحلة قاسية على صفيح ساخن لا سيما من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية التي زادتهما جائحة كورونا تعقيدا"، واصفا الساحة السياسية الجزائرية بالصحراء القاحلة إثر الركود الذي تعيشه منذ فترة، معتبرا ذلك مؤشر غير مطمئن.
ويرى رئيس حزب الفجر الجديد أن الضرورة اليوم تقتضي التحرك وإرجاع الروح السياسية للساحة بعد ركود تام طال أمده، معتبرا أن اللقاء اليوم سيكون بمثابة السنة الحسنة أو بادرة الخير لاستدراج النخب باختلافها حجر الركود.
ومن جهته قال رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، إن الشعب الجزائري لا يزال ينتظر تجسيد جميع مطالبه بالتغيير السياسي العميق في حراك 22 فيفري، وذكر بن قرينة في كلمة ألقاها خلال أشغال مبادرة القوى الوطنية للإصلاح بفندق الأوراسي في العاصمة: "إن الجزائر حافظت على مؤسسات الدولة وسط وضع استثنائي خطير بفضل الشعب ومؤسسة الجيش، وبفضل مسار دستور وإن لم يكن الأمثل، إلا أنه كان المسار الوحيد الآمن".
وأضاف المسؤول الحزبي: "على الرغم من استرجاعنا لشرعية المؤسسات، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة بوجود إرادات وقوى مضادة تريد النيل من المسار الإصلاحي والعودة بنا إلى الوراء"، ليسترسل: "إن الأوضاع الحالية تفرض علينا سلطة ومعارضة التفكير وتضعنا أمام مسؤولية تاريخية، وقد كان قرار طرح مسودة الدستور فرصة لنا لطرح مبادرتنا".
واقترح رئيس النقابة الوطنية للقضاة تقديم تنازلات عن الكثير من القناعات والأفكار، مشيرا في كلمة ألقاها إلى أن مشاكل السياسة لا يحلّها القضاء، معتبرا أن القضاء يحلّ وقائع مجرّمة.
وفي حديثه عن الحراك الشعبي، تساءل المتحدث: "نحن هنا الآن بفضل الحراك، ولو لم يكن هناك حراك، فلا ندري أين سنكون؟"، واعتبر أن حراك 22 فيفري بات حسب وصفه "ساحة معارك"، وما على السلطة إلا أن تبادر لفتح حوار حتى نصل إلى توافق، وانتقد بشدة عدم الفصل بين السلطات واعتبر أن الفصل بين السلطات بقي مجرد خطاب.