* مثّلت الجزائر بدُبي وب"كان" الفرنسية وقدمت عروضا أبهرت الأجانب * تأثرت منذ صغري بلمسة وإبداع المُصمم العالمي إيف سان لوران
حاورتها: آمال إيزة
لازالت المُصممة المجتهدة صاحبة الابتسامة البشوشة والإرادة القوية، ابنة الباهية وهران، شهرزاد صغير، تمشي بخطوات ثابثة نحو النجاح، بفضل إصرارها وحُبها لمهنتها، اتصلنا بها وفتحت قلبها لمجلة "الحوار الجزائرية"، وتحدثت عن بِداياتها وحُلمها باحتراف مجال التصميم، الذي سُرعان ما تحقق بالميدان، بفضل مُثابرتها وصبرها، وكيف استطاعت أن تكسب ثقة الزبائن، وبالأخص المُقبلات على الزواج، والسيدات الراقيات اللواتي يبحثن عن الطلة المُتميزة والأنيقة، تتميز أزياء ضيفتنا بتصاميم أصلية تقليدية جزائرية، بلمسات عصرية تُحاكي كل الأزمنة "الشرقي، الأندلسي، الستايل الأوروبي"، وتعطي شهرزاد لكل مجموعة حقها من وقت وجهد ومال، حتى تكون راضية عن منتوجها، وهي تطمح في إنشاء علامة جزائرية للألبسة الجاهزة، تنافس بها الماركات العالمية. شاركت بالعديد من عروض الأزياء داخل وخارج الوطن، وكانت مُشاركاتها الأولى بالصالونات الخاصة بالعروس، وأخرى خاصة بالخياطة والنسيج ،بوهران والعاصمة وقسنطينة مع المعهد الثقافي الفرنسي، أما خارج الوطن، فكانت مُشاركتها متميزة، حيث مثلت الجزائر بدبي – الإمارات العربية المتحدة – وبكان – فرنسا – وأمور أخرى ستكتشفونها بهذا الحوار.
* لكل مصمم بداية ولحظة اكتشاف الموهبة، حدثينا عن تجربتك شهرزاد؟ – كانت انطلاقاتي الفعلية سنة 2014 بأول كولكشن قدمته، وقد قدمت عرض أزياء بالجزائر العاصمة بمناسبة عيد المرأة، لكن قصتي مع عالم الأزياء بدأت منذ الصغر، كحلم وكهواية، فكنت جد متأثرة بعالم الموضة، وبدأت مشواري بتفصيل وخياطة الألبسة الجاهزة " فساتين، تنورة، سراويل وفساتين سهرة"، وتم ذلك فعليا لما توقفت عن الدراسة وتزوجت، ثم تابعت تكوينا في فرنسا حول فنيات التصميم، وتابعت حلمي كنت أرسم وأنفذ، والحمد لله وجدت يد العون من حماتي ووالدتي وزوجي، ومازلت أحلم أن يكون لي علامة خاصة بي، صنع جزائري مئة بالمئة، للألبسة الجاهزة مثل الماركات العالمية. * برأيك هل ستنجح فكرتك ويتحقق حلمك مُستقبلا كما نجحت في اللباس التقليدي الجزائري؟ (تبتسم ثم تجيب)، ولِمَ لا؟، الإرادة موجودة والطموح، لكن المشكل في ثقافة الجزائري الذي تعود على لبس الماركات العالمية، عليه أن يتقبل الفكرة كما تقبلها باللباس التقليدي الجزائري، لأن قواعد ومعايير التصميم والخياطة عالمية ومُشتركة، أهم شي الإبداع والإتقان في العمل. * ما الجديد الذي أضافته لمسات شهرزاد الصغير في أزيائنا التقليدية الجزائرية؟ في تصاميمي، تجدون ذلك المزيج مابين الموضة الأوروبية واللباس التقليدي الجزائري، وهنا تبرز لمستي الخاصة، مع التركيز على انتقاء القماش المُناسب والألوان الزاهية. * ما دافعك لاحتراف مجال تصميم الأزياء، علما أن مجال دراستك الجامعية مُختلف، وهل لأهلك دور في هذا الاختيار؟ -صحيح، دراستي الجامعية كانت باللُغات الأجنبية، درست اللغة الاسبانية واللغة الفرنسية، توقفت عن الدراسة لظروف عائلية، وبعد زواجي عادت رغبتي في تأسيس علامة خاصة بي، فتركت الدراسة وركزت على هدفي، وساعدتني عائلتي وعائلة زوجي، ونجحت بفضل مثابرتي وإصراري والحمد لله. * من أين تستوحي شهرزاد الإلهام في تصاميمها؟ الإلهام دائما موجود باختلاف الزمان والمكان، ليس له وقت محدد بالنسبة لي شخصيا، فمثلا مرات أكون في الطبيعة أو بالبيت أشاهد التلفاز، تعجبني بدلة ما، فأحاول أن أعطيها لمسة جزائرية، ولكن بطريقة إبداعية أكثر، والسفر أيضا يساعدني كثيرا. * حدثينا عن أول عرض أزياء قدمته، وكيف كانت ردة فعل جمهورك؟ كانت ذكرى رائعة بالجزائر العاصمة سنة 2014، مازلت أتذكر تصفيقات الجمهور، وإعجابهم بتصاميمي وتشجيعاتهم لي، وهذا ما جعلني أكمل بهذا المجال، واجتهد أكثر لتمثيل الزي التقليدي الجزائري بلمسات خاصة، وحتى أشرف بلدي بالمحافل الدولية . * كيف تقيمين عالم الأزياء بوهرانمسقط رأسك، وبفرنسا التي تابعت فيها دراستك بهذا المجال؟ – طبعاً هما ثقافتان متوازيتان وهرانوفرنسا، لكن هناك نقاط تقاطع تكمن في الاهتمام بالموضة، وسكانها يُحبون كل ما هو مختلف وفريد من نوعه، فأنا أحب أن انطلق من المحلية لأصل إلى العالمية، وأقبل التحدي. * لكل مُصمم جهة أو شخص مُعين يميل له، أو مُتأثر باسم عالمي بعالم الأزياء والموضة بمن تأثرت؟ منذ صغري كنت أميل إلى المصمم العالمي إيف سان لوران، الذي ولد بالجزائر وكنت متأثرة به جدا. * ما الأزياء الأكثر تعقيداُ في الإنجاز، بالأخص أنك مُتخصصة باللباس التقليدي الجزائري؟ – أنا مُتخصصة باللباس التقليدي الجزائري، ولكن بلمسة عصرية، طبعاً هُناك صعوبات في الانجاز، وليس فقط بالنسبة لي بل للفريق ككل، وما يُهمنا أكثر هو إتقان العمل، وحتى يتم مثلما قدمته على الورق في الميدان وعلى القماش، ولدينا عدة مراحل، تمر البدلة الواحدة من التصميم إلى اختيار القماش المُناسب، ثم تفصيل القطعة ثم الطرز ثم الأحجار الكريمة على حسب كل موديل، وعندما نرى اللباس "القطعة" جاهزة في آخر مراحلها، وتعجب الزبونة ننسى كل التعب. * هل سبق وأن تعرضت أفكارك أو تصاميمك إلى السرقة وكيف واجهت الأمر؟ تضحك ثم تواصل، طبعا ومن فينا لم يتعرض للسرقة الفكرية، حتى أنتم الإعلاميين تعرضتم لذلك، بالأول كنت أتأثر بذلك، لكن بالخبرة توصلت لفكرة أن أعمالي وتصاميمي تعجبهم، لدرجة أنهم حاولوا تقليدها، وبهذا الصدد تحضرني مقولة كوكو شانيل الشهيرة "خذوا أفكاري لدي أخرى". * حدثينا عن عروض الأزياء التي قدمتها مؤخرا بالخارج؟ أول عرض قدمته كان بدبي بتاريخ 23 نوفمبر 2018، وكان عبارة عن تشكيلة الخريف والشتاء بألوان قاتمة، مزيج من الألوان، بالأخص الأسود والأحمر الأرجواني، وتُعد أول مشاركة لي خارج الوطن، ثم شاركت بعرض أزياء ثاني بمدينة كان الفرنسية بشهر ماي 2019، وكان ذلك بالتوازي مع المهرجان السينمائي، وكانت تشكيلتي خاصة بالربيع، واستعنت حتى بالورود لتزيين رؤوس العارضات (تبتسم)، والبلوزة الوهرانية كانت حاضرة. * لاحظنا أنك تركزين في الفترة الأخيرة على التواجد بمواقع التواصل الاجتماعي، وتتواصلين مع الزبائن، إلى أي مدى أفادتك هذه الخطوة؟ طبعاً هذه تقنيات حديثة للتواصل مع الزبائن وصديقاتي، والترويج لماركتي وتصاميمي، كوني أحرص على التواصل معهن يوميا بمواقع التواصل الاجتماعي، الفايسبوك، والأنستغرام بشكل خاص أنشر فيه يومياتي، لدي حسابان، الأول حساب شخصي، والثاني خاص بالماركة، ولاحظت أن العديد من المُتابعين أجانب، وهم يطلعون على تقاليد وعادات وألبسة الجزائر، وأيضا لأن المجال مفتوح ومجاني للترويج والإشهار. * كلمة ختامية؟ أولا أتقدم بالشكر الجزيل للمجلة على إتاحتها لي هذه الفرصة، مع العلم أنني قليلة الظهور بالصحافة المكتوبة، وأحيي من منبركم الإعلامي كل من دعمني وشجعني، عائلتي أولا، زوجي الذي يشجعني دائما، ووالدتي وأم زوجي وكل الأصدقاء، والزبائن الأوفياء لإبداعاتين وأبشرهم أنني سأفتح محلي قريبا فمرحبا بكم جميعا.