خلافا لما توقعته الكثير من الأطراف، خُص المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة باستقبال جماهيري حاشد في ولاية تيزي وزو التي زارها صباح أمس، وقد استقبل سكان هذه الولاية التي ظلت توصف ب ''وكر المقاطعة'' بوتفليقة باستقبال لم يحظى به في العديد من الولايات التي زارها لحد الآن مرددين شعارات ''آسا، آزكا، بوتفليقة ، يلا يلا''، و''أسقاس أمقاس .. بوتفليقة ذارقاز". وعلاوة على الاستقبال الشعبي الكبير والحار، فقد كان التجمع أيضا الذي نشطه بوتفليقة بدار الثقافة مولود معمري بوسط المدينة ناجحا بكل المقاييس، بداية من الحضور القوي ووصولا إلى مستوى التفاعل الجماهيري، إلى درجة أن بوتفليقة قال بالحرف الواحد ''لقد شحنتم لي البطاريات بعد أن كانت فارغة نوعا ما'' ثم تابع قائلا '' اليوم أستطيع أن أموت وأن مستريح'' تعبيرا منه على رضاه التام وفرحته الكبيرة بمستوى الاستقبال وتفاعل الجماهير مع خطابه خصوصا كلما تكلم على موضوع الوحدة الوطنية، والمصالحة الوطنية ، وضرورة الالتفاف ورص الصفوف من أجل بناء البلاد جماعيا، وكذا عدم قابلية الجزائر للتقسيم، حينها كانت القاعة تنفجر في كل مرة بشعارات التأييد والدعم من قبيل ''كلنا معك، كلنا وراءك". بوتفليقة ''يعترف'' ويؤسس لمصالحة تاريخية مع المنطقة وقد استهل بوتفليقة تدخله بعبارته المشهورة ''لا أستطيع أن أتخيّل الجزائر من دون منطقة القبائل ولا منطقة القبائل من دون الجزائر...''، مؤكدا على ضرورة الوحدة الوطنية في بناء الجزائر وتطويرها .ولم يفوت بوتفليقة الفرصة دون الحديث على الضحايا الذين سقطوا في أحداث الربيع الأسود المأساوية في ,2001 حين قال ''والله لحد الآن لا أعلم من دفع بالمنطقة إلى هذه التراجيديا''، مضيفا في سياق ضمني بأنه أخطأ فعلا في تقدير حقيقة الأزمة في المنطقة، وعبر عن ذلك قائلا ''...عندما أريد التكلم أفعل ذلك في الوجه، وعندما أخطئ أعترف بذلك دون أي مشكل...". وأضاف بوتفليقة وهو يتحدث عن أحداث الربيع الأسود، أن الضحايا هم أبناء كل الجزائريين وأنهم بكوهم بحرقة، معتبرا أنه سواء كان الخطأ من هؤلاء أو أولئك فلابد أن تكون المصالحة والتآخي والعيش تحت مظلة الوحدة الوطنية والوطن الواحد، وتابع بوتفليقة ''سواء أنتم من أخطأتم فيهم في إشارة إلى قوات الدرك الوطني- أو هم من أخطئوا فيكم، لابد من التآخي والمصالحة والعيش تحت مظلة الجزائر الواحدة''، لينفجر الحضور الذين كانوا في القاعة مرددين ''وان، تو، ثري، فيفا لالجيري". "مستعد لشراء العقار بأي ثمن كان من أجل البرامج التنموية بالولاية" وفي كلامه عن التنمية المحلية قال بوتفليقة أن الدولة مستعدة لشراء العقار من الخواص من أجل إقامة المشاريع التنموية في الولاية، لمواجهة ندرة العقار العمومي، ووعد بوتفليقة سكان تيزي على غرار سكان بجاية وزو ببرامج تنموية ضخمة لبناء المرافق العمومية التي تساهم في تحريك عجلة التنمية. وعلى غرار بجاية أكد بوتفليقة أيضا أن الأموال موجودة، والبرامج التنموية الموجهة للولاية موجودة، وفوق ذلك قال أنه مستعد لشراء العقار بأي ثمن من أجل مواجهة ندرة هذا الأخير، باعتباره المشكل الأول الذي يطرح أمام البرامج التنموية في تيزي وزو، على اعتبار أنه ملك للخواص الذين يرفضون التنازل عنه . وفي نفس السباق اعتبر بوتفليقة أنه لا تنمية بدون أمن وأمن مع إرهاب، مشددا على ضرورة الأمن في تحقيق التنمية والتطور. وأضاف بوتفليقة مخاطبا سكا ن الولاية ''لم آت لألقي عليكم خطابا تعبويا ، لقد جئت لأراكم لأني مشتاق إليكم...، ليس لدي برنامج لأطلعكم عليه ، برنامجي هو الاستمرار فيما تم إنجازه منذ ,''1999 ليطلب بعدها المشاركة القوية يوم التاسع أفريل والاختيار من بين الأصلح والأحسن -على حد تعبيره -.ووجه بوتفليقة نداء إلى من قال أنهم ألحقوا الأحزان بالجزائر عبر آفة الإرهاب أنه وكل الشعب الجزائري لا يحملون أية ضغينة لهم، مضيفا'' أود أن أوجه نداء أخويا إلى كل من ألحق الأذى بالجزائر عبر آفة الإرهاب أننا لا نحمل لهم أية ضغينة أو حقد إذا ما أرادوا الالتحاق بالمجتمع للعيش في أمن وسلام ".بوتفيلقة وبعد أن أثنى على سكان المنطقة وتاريخها الثوري الحافل، قال بالحرف الواحد'' والله لو جعلوا الشمس في يميننا والقمر في شمالنا على أن نتنازل على كرامتنا لما فعلنا''، ليضيف بعدها'' قد أبكي دموع الدم في الليل، لكن في النهار لا يراني العدو إلا وأنا أضحك". يذكر أن بوتفيلقة قد قام أو أمس الخميس بزيارة إلى ولاية غليزان اكتفى فيها باستقبال شعبي ، ثم انتقل إلى وهران أين حضر حفلا غنائيا أقيم له بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة.