كشف أحمد نايت الحسين، المكلف بتسيير المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرقات عن تراجع الحصيلة السنوية لحوادث المرور سنة 2020. وقال نايت الحسين خلال منتدى الحوار أن الجزائر سجلت 18949 حادث مرور جسماني خلال سنة 2020 على المستوى الوطن بالحضرية و الريفية. ومقارنة بسنة 2019، انخفض عدد الحوادث ب 3558 حادث مرور و هي الوضعية التي أثرت إيجابيا على باقي مؤشرات الأمن في الطرق على المستوى الوطني. وعرف مؤشر الوفيات الناجمة عن حوادث المرور انخفاضا قدر ب: 13.16 بالمائة و ذلك مقارنة بسنة 2019 وهو ما أدى إلى حفظ أرواح 431 شخص. وتم تسجيلها بالنسبة لعدد جرحى حوادث المرور الذي انخفض ب: 16.68 بالمائة إذ بلغ خلال سنة 2020، 25.836 جريح مقابل 31.010 جريح سجل في 2019، أي ما يعادل 5.174 جريح أقل.
التراجع الملحوظ لمؤشرات اللآأمن في الطرق منذ سنة 2016
لقد عرفت مؤشرات اللآأمن في الطرق انخفاضا محسوسا منذ سنة 2016، و هي الفترة التي تزامنت مع تكفل وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية بملف الأمن في الطرق. وأسفرت المقارنة بين الفترتين 2015 و 2020، بالنسبة للمعطيات المتعلقة بحوادث المرور، عن مكاسب معتبرة فيما يخص حماية الأرواح و الممتلكا. حيث تم تسجيل انخفاض ب46.17٪ بالنسبة لحوادث المرور الجسمانية و هو ما يعادل 16.250 حادث مرور أقل. وانخفاض ب38.31٪ بالنسبة لعدد الوفيات و هو ما يعادل 1.766 قتيل أقل. انخفاض ب53.86٪ بالنسبة لعدد الجرحى و هو ما يعادل 30.158 جريح أقل.
أحسن حصيلة للأمن في الطرق منذ 30 سنة
لقد سجلت حصيلة حوادث المرور بالنسبة لسنة 2020، أهم انخفاض منذ بداية فترة السبعينيات. ففيما يخص عدد حوادث المرور الجسمانية تعتبر حصيلة حوادث المرور الجسمانية المسجلة خلال 2020 و المقدرة ب 18.949 حادث مرور جسماني العتبة الأكثر انخفاضا التي لم يتم تسجيلها منذ سنة 1970، و هي الفترة التي تم فيها إحصاء 24.437 حادث مرور جسماني. واحصت الحظيرة الوطنية للمركبات في سنة 2018 9.416.850 مركبة مقابل 335.600 مركبة في سنة 1970، و هو رقم تضاعف بعشرات المرات و كان بإمكانه أن يؤدي إلى انفجار حقيقي في وضعية اللآأمن عبر الطرق، مقارنة بما حدث في البلدان التي تعرف نفس وضعيتنا. وفيما يخص الوفيات عبر الطرق نسبة الوفيات المسجلة في حصيلة 2020، كذلك تعتبر الأكثر انخفاضا منذ سنة 1975 حيث سجل خلال هذه الأخيرة وفاة 2.579 شخص بسبب حوادث الطرق. فيما يخص عدد الجرحى قد عرف مؤشر جرحى حوادث المرور، الانخفاض الأكبر في السنوات الأخيرة فبعد أن تم تسجيل الذروة في عدد الجرحى خلال سنة 2013، ب 69.582 جريح، بدأ هذا المؤشر في التراجع بصفة متواصلة ليصل إلى 44.007 جريح في سنة 2014 ثم يلمس عتبة 25.836 جريح في سنة 2020.
حصيلة الجرحى السنة الماضية تعتبر الأدنى منذ 1974 وتعتبر حصيلة الجرحى للسنة 2020 الأدنى منذ سنة 1974، و هي الفترة التي سجل خلالها إصابة 24618 شخص بجروح بسبب حوادث المرور. تمثل الفئة العمرية للسائقين الشباب اللذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 18 و 29 سنة) الأكثر تورطا في حوادث المرور الجسمانية المسجلة خلال سنة 2020، حيث تسببت هذه الفئة في ثلث الحوادث، أي بنسبة 32.69٪ و هو ما يعادل 6.194 حادث مرور.
الشباب والاطفال الاكثر عرضة لحوادث المرور كما تحتل فئتي الأطفال و الشباب الأقل من 29 سنة الصدارة بالنسبة لضحايا حوادث المرور. حيث تم تسجيل مايلي وفاة 1.191 شاب أقل من 29 سنة بسبب حوادث المرور خلال سنة 2020، و هو ما يعادل 41.88٪ من مجمل حصيلة الضحايا الموتى. وإصابة 14.312 شاب أقل من 29 سنة بجروح متفاوتة الخطورة، خلال نفس الفترة و هو ما يعادل 55.40٪ من مجمل حصيلة الضحايا الجرحى.
أصحاب رخصة السياقة الاختبارية الأكثر تورطا في الحوادث
تورطت فئة السائقين المتحصلين على رخصة سياقة أقل من سنتين رخصة السياقة الإختبارية في 3350 حادث مرور جسماني في سنة 2020، و هو ما يعادل 17.68٪ من إجمالي السائقين المتورطين . و يمكن تفسير هذه الوضعية في جزء كبير منها بضعف التدريب على السياقة من جهة و صغر سن السائقين المتحصلين حديثا على رخصة السياقة من جهة ثانية، و يلعب صغر سن السائق دورا في الميل إلى المغامرة و المخاطرة و تبني سلوكات لاوقائية و متهورة أثناء السياقة.
الدراجات والدراجات النارية تستمر في حصد الأرواح تورط أصحاب الدراجات النارية و المتحركة في 3.674 حادث مرور جسماني في 2020 أي بنسبة 19.39٪ من إجمالي حوادث المرور و هذا ما يعادل زيادة تقدر ب 02.97٪ مقارنة بسنة 2019. للتذكير فان الدراجات النارية لا تمثل سوى 01.83٪ من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية (إحصاء 2018)، أي ما يعادل 171.988 دراجة نارية.
الذكور أكثر لضحايا حوادث المرور
من بين الضحايا القتلى لحوادث المرور خلال سنة 2020، تم تسجيل 84.58٪ من جنس الذكر أي ما يعادل 2.370 وفاة، في حين أن البقية و المقدر عددهم ب: 432 ضحية قتيل أي 15.42٪ من جنس أنثى. و من بين الضحايا الجرحى لحوادث المرور خلال سنة 2020، تم تسجيل 82.18٪ من جنس الذكر أي ما يعادل 21.171 جريح، في حين أن البقية و المقدر عددهم ب: 4.591 ضحية جريح أي 17.82٪ من جنس أنثى.
الراجلون الأكثر عرضة للحوادث في المناطق الحضرية من بين 569 حالة وفاة تم تسجيلها على مستوى المناطق الحضرية في سنة 2020، نجد 263 حالة من فئة الراجلين، أي بنسبة 46.22% من إجمالي القتلى المسجل على المستوى الحضري. و من بين 15.854 جريحا في المناطق الحضرية خلال نفس الفترة، سجل 6.126 جريح من فئة الراجلين، أي 38.64% من إجمالي الجرحى على المستوى الحضري.
محاور الطرق الأكثر تسجيلا لحوادث المرور شهد كل من الطريق السيار شرق-غرب و الطريق الوطني رقم 01، بسبب طول مسارهما و خطورة بعض أقسامهما، وقوع أكبر عدد من الحوادث في سنة 2020، حيث سجلا على التوالي 581 و 246 حادث مرور. لكن ما تجدر الإشارة إليه، أن الطريق الوطني رقم 01 سجل انخفاض محسوس في عدد الحوادث سنة 2020 قدر ب 35.15%. و تبقى الطريق الوطني رقم 02 الرابط بين تلمسان و وهران الأعلى مستوى في الأمن المروري، بتسجيلها ل 20 حادث مرور جسماني خلال سنة 2020، مع انخفاض قدر ب 41.18% مقارنة بسنة 2019.
احتلت الجزائر العاصمة المرتبة الثانية بالنسبة للولايات الأكثر عرضة لحوادث المرور و ذلك بتسجيلها ل 779 حادث مرور جسماني في سنة 2020. لكن يجب ربط هذه الحصيلة المسجلة عبر ولاية الجزائر العاصمة، بعدة معطيات أهمها: حجم حظيرة المركبات بالنسبة للعاصمة التي تقدر ب 1483093 مركبة و هو ما يعادل15.75٪ من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية، وبسعة شبكة طرقها المقدرة ب 2.364 كم منها65.44٪ طرق بلدية و عدد الساكنة المقدر ب 3335418 ساكن، كما تعتبر الولاية الأكبر من حيث حجم التنقلات. و لقد عرفت حوادث المرور الجسمانية في الجزائر العاصمة انخفاضا خلال سنة 2020 مقارنة بسنة 2019، قدر ب457 حادث. في حين سجلت ولاية المسيلة 798 حادث مرور جسماني خلال سنة 2020، و هو ما جعلها تتصدر قائمة الولايات من حيث عدد الحوادث. و من حيث درجة خطورة الحوادث خلال سنة 2020، احتلت ولاية المسيلة المرتبة الأولى بتسجيلها لأعلى نسبة وفيات عبر الوطن، حيث بلغ عدد القتلى الذين حصدتهم الطرق 141 ضحية و تأتي في المرتبة الثانية ولاية سطيف ب 125 ضحية قتيل و المرتبة الثالثة لولاية الجزائر ب 122 قتيل بسبب حوادث المرور.
الأربعاء والخميس اكثر الأيام تسجيلا لحوادث المرور وعرف يومي الأربعاء و الخميس الموافقان لعطلة نهاية الأسبوع، تسجيل 5967 حادث مرور جسماني أي 31.49٪ من إجمالي عدد الحوادث المسجلة في سنة 2020، و هذا راجع بالدرجة الأولى للحركة المرورية الكثيفة التي لوحظت خلال هذين اليومين من الأسبوع. و يعتبر يوم الجمعة، الأقل تسجيلا لحوادث المرور ب 2240 حادث و هذا بسبب قلة حركة التنقلات. أما الفترات الزمنية الأكثر تسجيلا لحوادث المرور، فتنحصر بين الساعة السادسة مساء ( (18h00 و منتصف الليل00h00))، و بين الثالثة زوالا (15h00) و السادسة مساء(18h00 ) بتسجيلهما على التوالي ل 5344 و 4467 حادث مرور. و قد لوحظ خلال هذه الفترات الزمنية السيولة في حركة المرور التي استغلها السائقين للإفراط في السرعة، هذه الأخيرة هي السبب الرئيسي في وقوع حوادث المرور خلال سنة 2020. وتعقيد و صعوبة ظروف السياقة، سيما محدودية الرؤية خلال الفترات الليلية. الفترة الزمنية بين منتصف الليل00h00))، و السادسة صباحا06h00))، سجلت أدنى نسبة من الحوادث، حيث قدرت ب 04.35٪، و ذلك راجع لضعف التنقلات و محدودية حركة المرور التي فرضها تطبيق بروتوكول الحجر الصحي المتعلق بمكافحة جائحة كورونا. والإفراط في السرعة، نقص الحيطة و الحذر من طرف السائقين و فقدان السيطرة على المركبة، هي أسباب رئيسية في وقوع حوادث المرور في 2020: لا تزال السرعة المفرطة تتصدر أسباب وقوع حوادث المرور في الجزائر، فخلال سنة 2020 وقع 3249 حادث مرور جسماني بسبب الإفراط في السرعة أي 17.15% من مجمل أسباب الحوادث في حين أن نقص الحيطة و الحذر من طرف السائقين داخل الأحياء تسبب في وقوع 2601 حادث، بينما فقدان السيطرة على المركبة كانت وراء تسجيل 1259 حادث مرور جسماني. و قد شكلت العوامل الثلاثة السالفة الذكر ما يقارب 38% من أسباب وقوع حوادث المرور المتعلقة بالعامل البشري خلال سنة 2020. مصطفى.ق