-أجد راحتي في تصاميم الكراكو والفرڨاني وإلهامي مستوحى من الطبيعة -سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية و دولة قطر بالحزائر من أبرز زبائني
يهتمّ العالم اليوم بالموضة والأزياء، فتقام عروض أزياءٍ ومسابقاتٌ يتنافسُ فيها المصممون على ابتكارِ تصاميمَ مميزة ومختلفة، ويذيعُ صيتُ بعض المصممينَ حتى يصلوا للعالميّة. ومهما اختلفَ النّاسُ على أهميّة تصميم الأزياء في الحياة، تبقى عمليّة التصميمِ أساساً لأبسطِ القطع التي يرتديها النّاس في حياتهم اليوميّة، من الملابسِ والاكسسواراتِ حتى الأحذيةِ والحقائب، وتتأثّر هذه الاختياراتِ بأنماطٍ موسميّة فيما يطلق عليه (الموضة السائدة). بينما يبقى التراث مصدر إلهام لأغلب مصممي الأزياء التقليدية، الذين طغى صيتهم خلال السنوات الأخيرة وبلغت إبداعاتهم المدى،وفي هذا الحوار الشيق الذي جمعنا بحسين أوسلحت صاحب محلات "حسناء" للخياطة الراقية بالجزائر،استعرض لنا مميزات التصميم وكيفية اختيارها وعن موضة 2021 وأشياء أخرى. حاورته/جميلة ميار * مرحبا بك حسين في مجلة الحوار الجزائرية؟ شكرا لمجلتكم المحترمة وشرفتموني بالحضور للمحل.
* من هو حسين أوسلحت مصمم الكاراكو الشهير؟ حسين إنسان طموح مصمم الأزياء التقليدية ملم بكل ما هو تراث جزائري من ألبسة وألوان. * كيف دخلت عالم التصميم وماهي قصتك التي جعلتك تختار مجال الأزياء؟ مجال الأزياء كان حلم الطفولة فمنذ صغري و أنا متيم به، و كنت أتعلم من أشخاص عمالقة في هذا الفن، حرصت على أن أكمل دراستي و بعدما صرت ملما بمجال التصميم بكل أركانه لم أستطع أن أختار ميدان آخر غير هذا الذي اخترته فهو يمشي في عروقي ، إضافة الى ذلك تعلمت كل ما له علاقة بمجال الأزياء من الألف إلى الياء،ورغم ذلك ارتأيت أن شغفي لن يتوقف في مستوى معين فقد درست في هذا الإتجاه لمدة طويلة حتى وصلت الى ما أريده، فنلت شهادات كثيرة في الأزياء والمنسوجات والتصميم لاقتحام مجال التصميم والابتكار في هذا المجال، ولم أستثن الرجال و لا الأطفال من إبداعاتي، و كان تربصي على يد مصممين كبار ، تعلمت أشياء نادرة من خلال التركيز في براعتهم ، الشكر لهم على عدم بخلهم علي بإعطائهم لي خبرتهم العملية ، الآن لدي 21 سنة في الميدان و لكن لحد الآن مازلنا نتعلم و نتعلم لأن مجالنا هذا لا يتوقف أبدا في كل مرة هناك الجديد حسب العصر و الأجواء . * ما هو النمط الذي يميزك؟ ما هي مصادر إلهامك وكيف تختار الوانك؟ أنا اخترت الزى التقليدي لأني أستطيع أن أقدم فيه أكثر و أبدع بوضع لمسة شبابية ، أبدعت أيضا في فساتين السهرة حيث عملت في الكثير من المرات مع التلفزيون الوطني وقنوات أخرى باعتباري مصمم لكثير من الأزياء التي ترتديها الفنانات، و لكن اختصاصي اخترته من أجل أن أمثل الزي التقليدي فمنذ صغري و أنا أحب التقاليد الجزائرية الاصيلة. * ماهي الملابس التقليدية التي تفضلها و تبدع بها أكثر ؟ لعاصمي طبعا أجد راحتي فيه و أستطيع أن أعطي فيه أكثر و أبدع فيه لأنه يمكن أن نغير فيه جبة الفرڨاني هي الأخرى وطبوع اخرى. * ماذا تخبرنا عن مجموعتك الجديدة وما هو اللون التوندونس لسنة2021؟ العام2020 لم نشتغل بسبب أزمة كورونا لكن بالنسبة لسنة 2021 أن شاء الله فاللون النوستالجي هو اللون البرونزي ، الأعراس و عروض الأزياء. و لكن حتى لا يذهب هذا العام من دون أن أترك بصمتي عملنا على مجموعة جديدة ستكون ثمرة مجموعة أن شاء الله كون لدي شريكة "زينب" وخياطات وورشات كثيرة فبالتالي هذا العام سيكون عمل جماعي مثلما أحببت و قمنا بكل ما نقدر عليه. * ما هي التحديات التي واجهتك نظراً لكونك مصمّم؟ في الحقيقة، لقد صنعت نفسي بنفسي، وأنا أهتمّ بكلّ الأعمال في مشغلي. ولا أتعامل عادة مع مستثمرين بعينهم لدعمي مادياً، ولعل هذا يتطلّب الكثير من القوة والثقة بالنفس للنجاح من دون أي مساعدة، لكنني أستمتع كثيراً بهذه الرحلة. أمّا أكبر تحدٍ بالنسبة إليّ فهو أن أتمكّن من الاعتماد على نفسي فقط، وهذه حال كلّ مصمّم في مشواره العملي. كما أنّني لا أتعامل مع شركة تسويق لتدعمني وتشهرني بين ليلة وضحاها، لكنّ النجاح يستحقّ كلّ تلك المصاعب والتحديات. * هل تعتبر نفسك رقم واحد في الجزائر في مجال التصميم؟ لا طبعا فهناك الكثير من المصممين لديهم كفأت عالية في هذا المجال وشرفو وطننا الحبيب احسن تشريف في المعارض المحلية والمحافل الدولية. * برأيك هل يعتمد تصميم الأزياء على الخبرة أم على الدراسة؟ مجال الأزياء يعتمد أولا على الفن والإبداع لأن الأزياء تعتبر نوع من الفنون مثل فن الرسم سواء رسم عربى أو رسم الفن التشكيلى أوغيره من الفنون بأنواعها ولا يقل قيمة عنها فالفنان التشكيلى يسبح بخياله مع فرشاة تأخذه بخط الألوان ومصمم الأزياء أيضا يأخذه سن القلم للإبداع برسم ما يشعر به او ما يقتبسه من أفكار محيطة به فى الطبيعة ويحوله لشى ملموس على الأقمشة والمانيكان لذلك هو فن من الفنون يعتمد طبعا على الدراسة أولا ثم الخبرة التى تؤهله للإحتراف . * قد تُعجب المرأة بتصميم معين ولكنها قد لا تجده مناسبًا لجسمها؛ فكيف تنصح المرأة بإختيار ما يناسب تفاصيل جسمها وذوقها في الوقت نفسه من أزيائك؟ كثيرا ما تعجب إحداهن بتصميماتى وتتحدث معى بهذا الشان وأن التصميم يعجبها كثيرا ولكن لايتناسب مع طبيعة جسمها أو وجهها.. لكننى دائما أنصح أى إمرأة أن تذهب إلى ماهو يتناسب مع شخصيتها وطبيعتها فهذا سوف يفى بالغرض وأن تختار من التصميمات ما يناسبها لأن كل إمرأة بها من شخصيتها مايختلف عن الأخرى وعادة ما يتحدث الجسد والملبس عن الشخصية فلابد من إختيار ما يناسبنا من الموضى وليس مايتناسب مع الموضى فقط لمجرد الموضى . ومن الممكن أن تأخذ جزئية تعجبها من تصميم بعينه وتقوم بتركيبه مع جزء منزتصميم أخر وبذلك تحقق ما تريده والأهم أن تكون المرأة مقتنعة بالتغيير والتجديد دائما فى نوع التصميمات التى ترتديها . * ما هي رسالتك التي تريد إيصالها من هذا العرض؟ رسالتي أن أظهر للعالم أن الذوق الجزائري لا يقل عن الأجنبي، إن لم يكن أعلى منه، حيث يجب أن نعلم جيداً أن الموضة انطلقت من عند العرب، ففي العصور السابقة كان العرب هم الذين يصمّمون أزياء الأمراء والأميرات، ليس الأزياء فحسب بل الإكسسوارات والمجوهرات أيضًا. * هل ترى أن المرأة الجزائرية أصبح لديها وعي عند اختيار أزيائها الوانها وبماذا تنصحها؟ المرأة الجزائرية كانت أيقونة الموضة في فترة من الفترات ولا تزال، وخاصةً المرأة التي كانت أيقونة الأناقة من خلال أفلام "الأبيض والأسود" أيام الزمن الجميل، ثم بدأ هذا الأمر يتلاشى، ولكني أرى الآن أن العالم العربي بدأ يضع خطوطاً خاصة بالموضة. أما عن نصائحي للمرأة الجزاىرية، فأنصحها بالبساطة والهدوء في اختيار الأزياء والمكياج والإكسسوارات التي تزيدها جمالاً وأناقة، ولكن دون مبالغة، حتى لا تفسد أناقتها. * ما أهم الألوان الرائجة في تصميماتك؟ في كل لباس أحرص على أن أصمم ثلاث أو أربع فساتين باللون الأسود، لأنه يمنح غموضاً وكلاسيكية، كما أحب العمل والطرز على كل الألون المستوحاة من الطبيعة. * لماذا يتجاهل كثيرون من مصممي الأزياء إقامة معارض للملابس إلا في عيد المرأة؟ المرأة كل يوم عيد لها فلا تنحصر في الثامن مارس فقط. بالنسبة لي انا طوال أيام السنة اعمل ولا يمكنني المشاركة في المعارض فمحلي وورشاتي معروفة للعام والخاص. وحتى من هم في مناطق بعيدة يعرفون عملي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فمن كان يريد اللباس يتصل بنا ونرسله له حيثما وجد. ل-ماذا مصممي الأزياء يعتمدون في صناعتهم على المرأة النحيفة ولا يلتفتون لصاحبة القوام الممتلئ؟ يعتقد بعض المصممين أن القوام الممتلئ غير ملائم لأغلب الأزياء، شكلاً وموضوعًا، وأي مصمم أزياء يريد أن يظهر جمال تصميماته وإبداعاته، فكيف يظهرها على جسم بدين أو غير متناسق، ولكن هناك بعض مصممي الأزياء الذين يهتمون بالممتلئات، وهو ما أفعله أنا واركز عنهم كثيرا في تصاميمي، ولكني في الحقيقة انا راضي عن ذلك، وأنصح كل امرأة ممتلئة بأن تزور محل "حسناء" أو تشاهد عملنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فتجد كل الطبوع والالوان والمقاسات التي تناسبها. -من هن ابرز زبوناتك من الفنانات؟ كان لي الشرف أن كانت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر وسفيرة قطر في الجزائر من زبائني وكنت قد وضحت لكم اشتغلنا كثيرا مع التلفزيون الوطني وخاصة حصة صباحيات وسهرات أخرى مع حفلات ضخمة كانت تقام داخل الوطن وخارجه ومع ايضا ممثلات ومغنيات كثر لا احصيهم. * الى اي درجة انت متأثر بالموضة السائدة في الوطن العربي والعالمي؟ شيء طبيعي ان اتأثر بالموضة وامشي على خطوطها مثل كل المصممين العالميين. لن امشي عكس التيار،كما أني لن أخرج عن موروثنا الثقافي والتقليدي الجزائري فأنا مولوع بقدراتنا لكن يبقى ذلك حسب طلب الزبون فأنا مصمم كل الطبوع والأزياء. وبالنهاية لكل مصمم خلق وابداع خاص به ويحب ان يكتشف او يخلق اشياء جديده. * هل هناك مصممين تستهويك أعمالهم ؟ المصممون الذين امدح أعمالهم هم كثر فكل مصمم له ميزة خاصة به والأكيد أن المصممين الجزاىريين من احسن المصممين في الوطن العربي * كلمة أخيرة حسين لقراء مجلة الحوار والمرأة الجزائرية في يوم عيدهن؟ شكرا لكم على هذه الالتفاتة الطيبة وبالنسبة للمرأة الجزائرية المجاهدة هي اصلا جزائرية فيكفيها ذلك فخر واعتزاز من منبركم هذا ابعث لهم رسالة تهنئة خاصة وخالصة لهن واتمنى من الله تعالى أن يجعل كل ايامهم عيد محبتي لكم ايتها الفحلات الأحرار.