لا تزال القوافل التضامنية مع ضحايا الثلوج الأخيرة، عبر مختلف ولايات الوطن، متواصلة، سواء التي تقودها الهيئات الرسمية، أو المنظمة من طرف ممثلي المجتمع المدني ونشطاء الفيس بوك، وكذا المواطنين، حيث شدت عدة قوافل خلال الأيام الأخيرة الرحال إلى عدد كبير من المناطق المنكوبة بغية تزويد سكانها الذين حاصرتهم وعزلتهم الثلوج عن محيطهم الخارجي، بالأغطية والأفرشة، والمؤن الغذائية والأدوية وغيرها· وساعدت عملية فتح الطرقات المغلقة والمقطوعة، التي ساهمت فيها وحدات الجيش الوطني الشعبي، بشكل فعال، إضافة إلى مختلف مصالح الأشغال العمومية على مستوى الولايات المتضررة، كتيزي وزو، البويرة، جيجل، المدية، وما يقارب من 20 ولاية عزلتها الثلوج طيلة أكثر من أسبوع كامل، وتسببت في أضرار كبيرة للعائلات المحاصَرة، على رأسها معاناتهم من الجوع والفقر، وعليه فقد انطلقت الهبات التضامنية مع الأسر والعائلات المنكوبة، في كل المناطق المتضررة تقريبا، هذه الحملات التضامنية لم تقتصر على المجتمع المدني المحلي في كل ولاية، وإنما انطلقت من كافة الولايات تقريبا، لاسيما غير المتضررة منها، إلى الولايات الأكثر تضررا، واتخذت الدعوة إلى المشاركة والتبرع في هذه الحملات أشكالا ووسائل مختلفة، على رأسها موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أو المنشورات والملصقات، على الجدران والأعمدة الكهربائية في الشوارع، أو عبر نداءات الجمعيات الخيرية في هذا المجال عن طريق بعض وسائل الإعلام وغيرها· فبالعاصمة على سبيل المثال، وبعد أن تجندت بعض مجموعات الشباب على الفيس بوك، لأجل جمع التبرعات المختلفة للعائلات المنكوبة والمتضررة من الثلوج، واختارت ولاية تيزي وزو لأجل تنظيم قافلة تضامنية نحو العائلات المتضررة بقرى ومداشر الولاية، بادرت شعبة بئر مراد رايس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى تنظيم قافلة الخير نحو المناطق المنكوبة والمتضررة من الثلوج، واختار القائمون على هذه الحملة التضامنية نشر ملصقات حائطية بمختلف الشوارع، لأجل إسماع ندائها لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين، وفي اتصال ل(أخبار اليوم) بالقائمين على هذه الحملة، قالوا إنهم يحاولون جمع أكبر كمية ممكنة من المساعدات، كالأفرشة والأغذية والأدوية، بمقر الجميعة، ومن ثمة فرزها وترتيبها، لأجل نقلها بعد ذلك إلى العائلات المعنية عبر مختلف ولايات الوطن المتضررة، ووضع المعنيون رقمين هاتفيين لتسهيل العملية على المواطنين، إضافة إلى عنوان الجمعية· وقد توقف العديدُ من المواطنين أمام الملصقات، وقالت إحدى السيدات التي نزلت من الحافلة، وجذبتها الملصقة الموجودة على العمود الكهربائي، إنها خطوة إنسانية رائعة، ومن شأنها أن تسهل على المواطنين الراغبين في التبرع ومساعدة العائلات المتضررة من الثلوج على إيجاد القنوات المناسبة لوضع تبرعاتهم فيها، عوض أن يكون الأمر مقتصرا على بعض الجمعيات، أو على الهيئات المكلفة بذلك كوزارة التضامن والهلال الأحمر الجزائري، وما شابهها، حيث أن كثيرا من المواطنين، يرغبون في تقديم المساعدة، كل حسب مقدرته، لكنهم لا يجدون أحيانا الجهات التي يمكنها أن تستقبل المساعدات التي يقدمونها، خصوصا للذين لا تكون لديهم معرفة بمقرات الجمعيات الخيرية، خاصة التي أخذت على عاتقها خلال الأيام الأخيرة مهام تنظيم قوافل تضامنية خيرية لفائدة العائلات التي تضررت بصورة كبيرة من الثلوج عبر عدد كبير من ولايات الوطن·