نزلت '' الحوار '' ضيفة عند سكان بلدية بئر حدادة النائية وعاشت معهم يوما من المعاناة التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة خاصة ما تعلق بالعلاقة القائمة بينهم كمواطنين والمحجرات التي تحيط بهم، فوجدنا أهالي كل من قرى الضواوقة، أولاد سي أحمد ومشتة الكوس يعيشون الجحيم وسط حرارة فاقت ال40 درجة مئوية ويتنفسون الغبار المنبعث من المحجرات التي لا يفكر مالكوها سوى في ما تذره عليهم من أموال وإذا قادتك الصدفة يوما إلى هذه البلدية فإنه سيخيل إليك بأن الطريق يدلك إلى إحدى المناطق الصحراوية خاصة بالشمال الشرقي للبلدية. وحسب بعض مواطني بئر حدادة فإنهم يعانون الأمرين كل صائفة في ظل تجاهل السلطات لما يعصف بهم من تهديدات صحية وأخرى تنخر القطاع الفلاحي والثروة الحيوانة منها والمائية. هذه الأخيرة أصبحت مهددة بغور الماء بسبب التفجيرات المتوالية بهذه المحجرات، حيث يقر بعضهم بوجود آبار غارت مياهها وأخرى أصابها الركود، ما جعل بساتينهم بورا في ظل انعدام الموارد المائية الأخرى، أما مربو الأغنام والأبقار فهم محرومون من الرعي بمحاذات المحاجر رغم أن المنطقة رعوية بالدرجة الأولى، وعن مربي الدواجن فقد علق الكثير منهم خدماته بسبب الخسائر الفادحة التي يكابدونها في أبسط تفجير بالمحاجر، خاصة الدجاج معروف بتأثره بأبسط فوضى ممكنة، مما ينعكس سلبا على المردود والإنتاج. وبهذا الخصوص قام المواطنون أكثر من مرة بالاتصال بالسلطات المحلية لبلدية بئر حدادة قصد التخفيف من معاناتهم، إلا أن الأمر ما زال على حاله بحجة أن قرار إنشاء هذه المحاجر جاء بتصريح من وزارة الطاقة والمناجم، وأن صلاحيات البلدية في مثل هذه القضايا محدودة، أما عن قضية الطرقات المؤدية إلى المحاجر والتي يبقى معضمها ترابي غير معبد، فهناك اقتراحات بتحويل عدد منها لما يريح المواطنين وذلك بتوحيد المسلك الذي سيربط المحاجر الأربعة بالطريق الرئيسي، وهذا تجنبا للفوضى الكبيرة التي تحدثها الشاحنات والغبار المرافق لها بالمجمعات السكنية السالف ذكرها. يذكر أن أبناء بئر حدادة وتجنبا للكوارث قاموا بإنجاز ممهلات فوضوية باستعمال الأتربة والخرسانة لصد السرعة الجنونية التي تحدثها المركبات وأشباه الزوابع التي تثور بها، وبين هذا وذاك يبقى السكان ببئر حدادة يتجرعون المرارة إلى أن تأتي الحلول التي قد تطول وتطول.