كشف أول أمس وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن رغبة بلاده في أن تكون مدينة برشلونة مقرا للأمانة العامة للاتحاد من اجل المتوسط، موضحا في موضوع آخر أن بلاده لا تعتبر الهاجرين غير الشرعيين مجرمين إنما تعمل على اتخاذ تدابير لمعالجة هذه الظاهرة . وقد جاء إعلان موراتينوس خلال الزيارة التي قادته أول أمس إلى تونس في إطار جولة تشمل دول المغرب العربي. حيث قال موراتينوس أن مدريد ترغب في ذلك كون أن برشلونة كانت قد عرفت أول انطلاقة لمشروع التعاون الاورومتوسطي عام ,1995 مبينا انه رغم هذه الرغبة فانه بالنسبة لاسبانيا لا يهم إن كانت برشلونة هي مقر الأمانة العامة للاتحاد أو تونس، بقدر ما يهم أن يكون مقر الأمانة العامة بدولة مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط،ومعلوم أن كل من تونس والمغرب ومالطا كانت من بين الدول المرشحة لاحتضان مقر الأمانة العامة، مضيفا أن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط من شأنه دفع مسار برشلونة وتحقيق التعاون بين شطري المتوسط في شتى المجالات. وفي السياق ذاته أوضح الوزير الاسباني أن قمة باريس ستشكل دافعا مهما للتعاون في عدد من الملفات المهمة وأبرزها ملف الهجرة، مؤكدا وجود مجموعة تصورات بهدف التوصل إلى معالجة شاملة لهذه القضية، ومضيفا أن بلاده تركز دائما على معالجة القضايا الأمنية وقضايا الحدود إلا أنها لا تعتبر المهاجر مجرما بقدر ما تحرص على ضمان حقوقه، معرجا في الوقت ذاته على الميثاق الأوروبي حول الهجرة الذي اعتبره يحتوي على فقرات وعناوين كثيرة حول الشراكة والتصور الشمولي للتنمية المشتركة إلى جانب مقاومة الهجرة غير الشرعية. وقال موراتينوس أن اسبانيا لا تعتبر المهاجرين يشكلون خطرا عليها ، إنما تحاول أن تفهم الأسباب التي دفعتهم لمغادرتهم بلادهم، قصد ضمان حقوقهم، مشددا على ضرورة مكافحة الهجرة غير المشروعة ومتابعة شبكات المافيا والاتجار بالبشر.