تسعى كل من اسبانيا ومصر وفرنسا إلى بعث الاتحاد المتوسطي الذي يعيش حالة جمود من خلال توظيف ورقة المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين خلال الاجتماع المقبل الذي تحتضنه برشلونة والذي سيشهد مشاركة 43 دولة. وكشف وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أول أمس أن بلاده تعد مع فرنسا ومصر مبادرة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بمناسبة عقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط في السابع من جوان القادم ببرشلونة التي يقع بها مقر الأمانة العامة لهذا الاتحاد، الذي سيعرف اجتماعه القادم توجيه الدعوة ل 43 رئيس دولة وحكومة. وقال ميغيل أنخيل موراتينوس الذي قام بزيارة إلى باريس ''نحن نتحدث إلى أصدقائنا الفرنسيين والمصريين الذين يتقاسمون رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط لإطلاق مبادرة سياسية بهدف إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط''، ودون أن يذكر تفاصيل عن فحوى هذه المبادرة، مكتفيا بالتأكيد على أن الحل يكمن في قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ويبدو من تكتم رئيس الدبلوماسية الاسبانية عن ذكر طريقة تنفيذ هذه المبادرة وجزئياتها أن كلامه مجرد تسويق إعلامي، تحاول به بلاده رفقة كل من القاهرة وباريس إعادة بعث مسار الاتحاد من أجل المتوسط الذي تجمد وتعثر بشكل كبير منذ المجازر التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة مطلع عام ,2009 وأدت بالكثير من الدول إلى إبداء تشاؤمها من مستقبل الاتحاد المتوسطي، بالنظر إلى أن الاعتداء على سكان غزة جاء من دولة عضو ضد أخرى تتمتع بالعضوية في التكتل ذاته، وهو أمر غير مقبول مطلقا مثلما عيرت الجزائر في أكثر من مرة. وقد تسببت حالة التعثر والجمود التي يعيشها الاتحاد المتوسطي الذي هلل لنجاحه نيكولا ساركوزي خلال إطلاقه في 13 جويلية 2008 إلى غياب عدد معتبر من الأعضاء من الدول عن نشاطاته الرسمية، ومنها الجزائر التي اكتفت في حالة حضورها على تمثيل غير رفيع المستوى، ومنها تنصيب الأمين العام لهذا الاتحاد الذي كان من نصيب وزير الخارجية الأردني أحمد المساعدة. ويأتي اختيار اسبانيالفرنسا ومصر للمشاركة في هذا الاتحاد بالنظر إلى طموح الدولتين في استغلال البلدين هذه القضية رفقة اسبانيا لمآرب شخصية، فالرئيسان الحاليين للاتحاد المتوسطي يسعيان للحفاظ على هذا المنصب خلال قمة برشلونة، أما مدريد فتحاول أن تعطي نظرة إيجابية لرئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي.