أفاد طوارف عرب مقيمون شمال مالي في اتصال معالبلاد، أمس، أن الحكومة المالية أوفدت وسطاء إلى قائد المنطقة التاسعة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، مختار بلمختار قصد التفاوض معه لإطلاق سراح الرهينتين الكنديتين المبعوث الأممي للنيجر روبرت فولر ومرافقه لويس غراي الذين اختطفا منذ أسابيع في مناطق متفرقة بين النيجر ومالي. وأكد طوارف العرب المنتشرون في شمال مالي، أنهم شاهدوا منذ فترة ليست بالبعيدة الرهائن رفقة جماعة الأعور بمنطقة تاوديني القريبة من إحدى تلال تومبوكتو بشمال مالي، وهي المنطقة التي يستقر بها هذا التنظيم منذ سنة .2000 وأفادت مصادر محلية، أن عملية اختطاف الرهائن الأوروبيين الأربعة والمبعوث الأممي للنيجر روبرت فولر ومرافقه لويس غراي وسائقهم النيجري، تمت وفق عمليتين مزدوجتين لعناصر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطين في منطقة الساحل، ويستقر بلمختار في منطقة تاوديني بعد تحالفه مع عشائر وقبائل ما يعرف عندهم ب لمهر وبربوشي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مصاهرة عناصر السلفية لعائلات هذه العشائر مكّنها من التوغل أكثر في مناطق الساحل. وتسربت معلومات بين أوساط طوارف العرب تشير إلى تواجد بلمختار المعروف أيضا باسم الأعورفي وضعية صحية غير جيدة وأشاروا إلى إصابته بمرض السكري. ورجحت مصادر إعلامية عدم تورط خالد أبو العباس في العملية، بسبب مرضه، لكن طوارف العرب أكدوا مشاهدتهم له رفقة عدد من الأجانب. وتضاربت المعلومات حول القضية، حيث يرجح مراقبون للشأن الأمني بالجزائر عدم تورط بلمختار في اختطاف السياح الأوروبيين والكنديين لتطليقه العمل الإرهابي منذ قرر مجلس أعيان تنظيم السلفية قبل عامين إيفاد رئيس اللجنة العسكرية للتنظيم يحيى جوادي إلى الصحراء لخلافته. وتشير المعطيات إلى أن خلافات نشبت بينه وبين القائد الجديد للتنظيم درودكال، مباشرة عقب الاعتداء الذي نفذه بلمختار على قافلة رجال الجمارك في المنيعة عام 2006 وقتل 13 منهم، ليعلن بعدها عن خليفته يحيى جوادي الذي كُلّف بثلاث مهمات أساسية، أولاها استعادة المنطقة التاسعة (أي الصحراء) لنشاطها في البحث عن السلاح والمواد المتفجرة من دول الساحل الإفريقي وإيفادها إلى معاقل التنظيم في الشمال، وثانياً استهداف دوريات الجيوش الأجنبية القريبة من الحدود الجزائرية. ونقلت الوكالة الفرنسية في وقت سابق عن مصدر وصفته بالقريب من ملف خطف الرهائن، أن هؤلاء -وهم كنديان وأربعة أوروبيين- بين أيدي مختار بلمختار الذي يطالب بالإفراج عن موريتانيين اثنين من عناصر الجماعة السلفية معتقلين في موريتانيا في مقابل الإفراج عن رهائنه