حذر تقرير استخباراتي أوروبي من أن تضارب المصالح الأوروبية الفردية مع إيران ساهم بشكل كبير في تمسكها بقوة بموقفها من أزمة ملفها النووي مع الغرب. وجاء في التقرير :'' مصالح سرية وغير سرية بين دول أوروبية وإيران، وكذلك بين إيران واليابان، ربما تؤدي إلى دعم الموقف الإيراني بما يجعلها تسير عكس مطالب الغرب''. وأضاف التقرير ''إذا كان الغرب يرغب في المرحلة المقبلة والجديدة من الرئاسة الأمريكية بدء لغة حوار وتفاهم جديدة مع إيران لإنهاء النزاع حول الملف النووي، يجب على دول الغرب أن تنتبه أولا إلى الدعم السري التجاري والاقتصادي وفى مجال التسليح مع إيران وأن تبادر بإغلاق هذه القنوات، ليصبح في يدها ورقة ضغط قوية مع طهران، وإلا ستنهار الإستراتيجية الأمريكية الأوروبية الجديدة للتعامل مع إيران''. وقال التقرير :''هناك على سبيل المثال حوالي 600 من الشركات النمساوية والألمانية تعمل بصورة غير قانونية لبيع المعدات العسكرية والإستراتيجية لدول في الخارج منها إيران". ويثير التقرير شكوك حول التزام الشركات الأمريكية بقرار عدم تعامل مع طهران منذ ماي 1995 ، قائلا :'' يتم التعامل مع إيران من خلال شركات أخرى دولية وبصورة التفافية، الأمر الذي ينعش الاستثمارات والاحتياجات الإيرانية الاقتصادية، ويجعلها في قوة اكبر للتحدي ومواجهة الضغوط الغربية المعلنة''. وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي يكرر نفس الخطأ الذي ارتكبه مع العراق بالنسبة لإيران، فالمصالح التجارية للدول الأعضاء منفردة والتي تمت ممارستها سرا إبان سنوات الحصار الدولي مع العراق، تتم الآن مع الجمهورية الإسلامية . وأوضح التقرير الاستخباراتي :''دول أوروبا تتحسب في علاقاتها السرية مع إيران على مخاوف إيقاف إيران لإمدادات النفط والغاز، ولكن هذه المخاوف مردود عليها، فإيران ليست الدولة الوحيدة التي تعد من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، كما أن دول أوروبا تسعى لإيجاد البدائل من الطاقة، حتى إنها لجأت إلى الطاقة البيولوجية المستخلصة من النباتات. وقال التقرير إن إيران تنفق بشكل كبير على تحديث ترسانتها ، لتصبح الدول الرائدة في هذا المجال بالشرق الأوسط ، موضحًا أن طهران تمتلك أكثر من 300 طائرة مقاتلة، وصواريخ باليستية يصل مداها إلى 1300 كلم، يمكنها الوصول إلى جميع دول المنطقة وإسرائيل، بجانب طائرات من طراز ميج ,31 وتمتلك إيران أيضا ،حسب التقرير، عدد كبير من القوارب التي تمكنها من نقل النفط من الخليج إلى الغرب، أو تمكنها أيضا من عرقلة نقله، موضحا أن أكثر من 85% من الصادرات الروسية إلى إيران تتألف من السلع الإستراتيجية والعسكرية. وزعم التقرير أن إيران ''تنفق سنويا أكثر من 100 مليون دولار على مجموعات مسلحة في لبنان، وعلى الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين''. وأدعى التقرير الأوروبي أيضا :'' أن حزب الله يمكن اعتباره امتدادا للنظام الإيراني فهناك أكثر من ألفي جندي في حزب الله تدربوا على يد ضباط إيرانيين كما يمتلك حزب الله مئات الصواريخ مصدرها إيران''. وقال التقرير الأوروبي إن إيران ''واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وتمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم، ومن ثم لا يوجد تفسير مقبول لمساعي إيران إلى امتلاك الطاقة النووية ، فالغاز أرخص بكثير من تطوير الطاقة النووي.