ستأخذ زيارة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل غدا الأربعاء إلى الجزائر ، أبعادا اقتصادية ، وستركز بشكل خاص على قضايا الطاقة ، خاصة وان الغاز الجزائري أصبح أكثر من أي وقت مضى يثير المطامع في ألمانيا. وأعلنت برلين أن ميركل ستجري خلال زيارة تستغرق يومين محادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول الوضع الدولي لا سيما في الشرق الأوسط، لكن ميركل تزور الجزائر أيضا لأغراض اقتصادية حيث ينتظر وصولها مساء غد الأربعاء إلى غرفة التجارة والصناعة الألمانية الجزائرية برفقة ''وفد من رجال الأعمال'' ويولي رجال الأعمال الألمان اهتماما خاصا بالمحروقات الجزائرية. وفي هذا السياق أعلن الباحث في العلاقات الدولية في جامعة برلين الحرة برهوز عبد الواحد أن الجزائر وهي من كبار منتجي النفط تحتل ''المرتبة الثالثة بين مزودي أوروبا بالغاز''، لكن ألمانيا تعاني من ارتفاع الأسعار ومن تبعية كبيرة في مجال الغاز لأنها تشتري أزيد من 401 بالمئة من الغاز من روسيا والمجوعة الروسية العملاقة ''غازبروم'' إلى جانب استيرادها من النرويج ، وأكد الباحث أن ''روسيا لا تكفي وفي مواجهة ارتفاع الطلب لا تستطيع النرويج زيادة إنتاجها باستمرار". من جهته أعلن فولف برنوتا رئيس اكبر شركة ألمانية في مجال الطاقة ''اي او ان'' الأسبوع الماضي ''نريد تنويع مواردنا من الغاز ولو كان ممكنا ان تدعم ميركل مشاريعنا قليلا فاننا سنكون سعداء''، وأضاف ان ''الجزائر ستكون سوقا مهمة لا سيما أننا بدأنا نستثمر في دول قريبة مثل ايطاليا واسبانيا". وفتحت ''اي او ان روهرغاز'' فرع الغاز للشركة الألمانية الأولى في الثالث من جوان مكتبا في الجزائر سيرافق ممثله ميركل خلال زيارتها، والهدف هو الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر من اختصاصات الجزائر. فهو اقل تبخرا واقل حجما من وضعه الغازي ويمكن نقل الغاز الطبيعي المسال في سفن ولمسافات طويلة دون الارتباط بالأنابيب القليلة العدد والمكلفة كثيرا إذا لم يلق بناؤها رهانات جيوسياسية تعرقله. وقدرت الشركة الألمانية انه خلال ''2020 سيرتفع استهلاك الغاز الطبيعي المسال في اوروبا إلى 18 مقابل 10 حاليا". يذكر ان أول مصرف ألماني دويتشي بنك في جوان اقتحم السوق الجزائرية، وفاز مكتب الهندسة الألماني ''كاي.اس.بي-انغل اند زيمرمان'' ومهندسو ''كربس اند كيفر'' بصفقة بناء مسجد الجزائر المقبل الذي ستكون مئذنته الأعلى في العالم.