ذكرت مصادر إعلامية مطلعة أن مبادرة السلام التي يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما طرحها خلال خطاب سيلقيه في القاهرة في 4 جوان المقبل، تقضي بقيام دولة فلسطينية خلال أربع سنوات مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، لكن مسؤولين إسرائيليين عبّروا عن قلقهم من هذه المبادرة. وقالت المصادر أن مبادرة أوباما تستند إلى مبدأ ''الدولتين للشعبين''، الذي لا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض الاعتراف به، كما تستند إلى بنود تضمّنتها مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام .2002 وتقضي المبادرة بقيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية إلى جانب إسرائيل، وتشمل تواصلا جغرافيا في المناطق التي يتم الاتفاق على انسحاب إسرائيل منها من خلال المفاوضات. وتحدّد مبادرة أوباما مسبقا وانطلاقا من الاهتمام ب''أمن'' إسرائيل، أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ولا يمكنها إبرام تحالفات عسكرية مع دول أخرى، وأن تقوم هذه الدولة خلال أربع سنوات وذلك حتى نهاية ولايته. وكذلك تقضي بعدم تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين وأن تعمل الولاياتالمتحدة مع الدول الأوروبية والعربية على تعويض اللاجئين وتنظيم عملية توطينهم في الدول التي يتواجدون فيها، بما في ذلك حصولهم على جوازات سفر لتلك الدول، وبعد قيام الدولة الفلسطينية سيكون بإمكان اللاجئين العودة إليها. وبحسب المصادر فإن مبادرة أوباما ترى أن مكانة القدسالشرقية سيتم تحديدها خلال المفاوضات بين الجانبين، وأنه سيتم بدء استئناف مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في موازاة بدء مفاوضات بين إسرائيل وبين سوريا ولبنان، وبعد الاتفاق على قيام دولة فلسطينية سيتم إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياحية بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، . وسيعلن أوباما خلال خطابه في القاهرة عن التزامه الشخصي بدفع العملية السلمية حتى يتم تحقيق نتائج منها، . وذكرت المصادر أن طاقم الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية يعكف على إعداد مسودة مبادرة أوباما وأنه سيتم وضع اللمسات الأخيرة عليها بعد لقاء أوباما مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذين سيزوران واشنطن في الأيام المقبلة، وأن ملك الأردن عبد الله الثاني الذي زار واشنطن والتقى مع أوباما قد أعلن تأييده للمبادرة الجديدة. وسيطالب أوباما في خطابه إسرائيل بتجميد الأنشطة الاستيطانية بصورة كاملة، وفي المقابل سيطالب العالم العربي والإسلامي أن يمدّ يده نحو إسرائيل وإبداء نوايا حسنة، وسيعبّر أوباما عن توقعه بأن توافق الدول العربية على أن يجري الإسرائيليون اتصالات هاتفية مع مواطني الدول العربية والسماح للإسرائيليين بالوصول إلى الدول العربية كسائحين ولشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء العربية. وذكرت المصادر أن أوباما سيتطرّق في خطابه إلى إيران، وسيدعو إلى بدء حوار فوري بين الولاياتالمتحدةوإيران من دون شروط مسبقة بشأن الملف النووي الإيراني. تجدر الإشارة إلى أن خطاب أوباما سيأتي قبل أيام معدودة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، . من ناحية ثانية نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين تعبيرهم عن قلق من مبادرة أوباما، وأنه ''لأول مرة يدور الحديث عن خطة سلام أميركية لم يتم تنسيقها مسبقا مع إسرائيل وهذا أمر غير مسبوق''. ودعا القيادي في حزب ''كديما'' عضو الكنيست شاؤل موفاز رئيسة حزبه تسيبي ليفني إلى استغلال محاولات دفع السلام للانضمام إلى حكومة نتنياهو. وقال موفاز لإذاعة الجيش الإسرائيلي ''لقد اعتقدت دائما أن علينا أن نكون داخل هذه الحكومة كما أني أعتقد أن ليفني ارتكبت خطأ كبيرا بعدم الانضمام إلى التحالف الحكومي، إذ كان بإمكاننا التواجد في الحكومة والتأثير عليها وكان سيؤدي ذلك الى سماع مواقفنا في أنحاء العالم". الشيوخ الأمريكي يحث أوباما على عدم تعريض إسرائيل للخطر طلب أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الرئيس باراك أوباما المؤيد لحل قائم على قيام دولتين، للانتباه إلى ''المخاطر'' التي تتعرض لها إسرائيل في أي اتفاق للتسوية في الشرق الأوسط. ووجه 76 سناتورا من أصل ,100 رسالة إلى اوباما ، جاء فيها:'' يجب أن نأخذ بالاعتبار المخاطر التي قد تواجهها (إسرائيل) في إطار أي اتفاق سلام في الشرق الأوسط''. كما طلب أعضاء مجلس الشيوخ أيضا من أوباما ''تشجيع مشاركة أكبر للدول العربية في التوصل إلى إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وإن في تشجيع العناصر الفلسطينية المعتدلة''، حسب تعبيرهم الذي ورد في الرسالة،. وأوضحت الرسالة:'' صداقة الولاياتالمتحدة مع إسرائيل تفرض علينا العمل معا بشكل وثيق ونحن نطلع مجددا بدورنا التاريخي كصديق وفي وكوسيط''. وأضافت:'' حتى وان كانت العقبات كبيرة، نعتبر مثلك أن كل الجهود يجب ان تبذل من اجل التوصل إلى هذا السلام".