أكدت مصادر سودانية وعربية أن الحكومة السودانية ستقدم مشروع قرار لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيجتمع يوم السبت المقبل في القاهرة، يتضمّن رفض الدول الأعضاء في الجامعة العربية لقرار المحكمة الجنائية الدولية بطلب اعتقال الرئيس السوداني ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وإعلان تضامنهم مع السودان في مواجهة المخططات الأجنبية التي يتعرّض لها. وأوضحت المصادر أن المجلس سيدعو الرئيس السوري بشار الأسد بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية إلى إجراء اتصالات مكثّفة مع مختلف الأطراف الدولية لحثّها على الالتزام بعدم المساس باستقرار السودان وأمنه، وكشفت المصادر النقاب عن أن الحكومة السودانية ضغطت على الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، لرفع مستوى الاجتماع من المندوبين الدائمين إلى مستوى وزراء الخارجية العرب، علماً بأن موسى كان قد وزّع مذكرة رسميّة على الدول الأعضاء في الجامعة يخطرهم فيها بعقد الاجتماع على مستوى المندوبين الدائمين. وقال سفير السودان لدى القاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية، عبد المنعم المبروك، أن السودان يود إيضاح موقفه وتأكيد رفضه للمحكمة الدولية، لأنه ليس عضواً فيها. في هذه الأثناء، حذّرت القاهرة مجدداً من خطورة التعامل غير المسؤول مع الأوضاع في السودان، وما يمكن أن تسفر عنه تداعيات طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، اتهام الرئيس السوداني بجرائم حرب، وذلك وسط تكهنات بزيارة محتملة للرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة للتشاور مع الرئيس المصري حسني مبارك، في غضون ذلك، بدا الرئيس الأمريكي جورج بوش حَذِراً خلال مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض ، اذ أعلن انه ينتظر تداعيات مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير قبل إعلان موقفه، محذراً الأخير من تعريض نفسه لمزيد من العقوبات إذا لم يُبدِ نوايا طيبة بشأن دارفور، وقال بوش: ''لسنا عضواً في المحكمة الجنائية الدولية وسنرى ما هي النتائج''، وأكد انه يعمل مع المتمردين والبشير في الوقت نفسه ''حرصاً على أن يفهم انه سيتعرض لمزيد من العقوبات إذا لم يتحرك''.