فجر رئيس وزراء الصهاينة، ورأس الحربة في حكومتهم هذا الأحد في خطاب ألقاه ب ''مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية'' في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، قنابل من العيار الثقيل، في وجه كل من سولت له نفسه بأن تداعبه أحلام السلام. نتانياهو جدد التأكيد على الطرح الصهيوني الذي لا يعرف حدودا، وأكد هذه المرة وككل مرة رفضه لكل الاتفاقيات والتفاهمات المبرمة مسبقا، وخاصة مبدأ الدولتين .. نتانياهو كان صريحا إلى أبعد حد، و بدد الأحلام بل الأوهام التي لا يزال البعض يؤمن بها، حول نجاعة طريق التسوية لتحصيل الحقوق ليكشف للجميع عن الطبيعة الصهيونية المتنكرة لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني... نتنياهو وضع السلام في المرتبة الثالثة بعد التهديد الإيراني، والأزمة الاقتصادية، وطالب الدول العربية بالتطبيع الفوري، واستثمار أموالهم في مشاريع سياحية واقتصادية في إسرائيل لخلق آلاف الوظائف للإسرائيليين، لأن السلام الذي يريده نتنياهو يجب أن يأتي خدمة لمصالح الفرد الإسرائيلي لا غير .. خطاب نتنياهو لم يتطرق مطلقا إلى مبادرة السلام العربية، وشدد على أن جميع قضايا الوضع النهائي ليست موضع بحث، فالقدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقضية اللاجئين يجب أن تحل خارج حدود هذه الدولة، أما المستوطنات فهي كالبقرة المقدسة عند اليهود لا يجب أن تمس باعتبارها حقا مشروعا للشعب اليهودي، ولهذا يجب أن تتوسع أكثر وأكثر وتلتهم القليل المتبقي من الأراضي الفلسطينية إن بقي منها فعليا شيء.. رسالة نتنياهو إلى الفلسطينيين وكل العرب كانت واضحة جدا، ومفادها قدموا عرابين الطاعة ولا تنتظروا شيئا قبل أن تعترفوا بإسرائيل دولة يهودية ..نتنياهو كذلك تمادى هذه المرة في العنجهية والإذلال عندما أعلن شروطه - لسلام عادل- فكان خطابه مليئا باللاءات، لا لعودة للاجئين، لا لدولة فلسطينية، وإن كان من الضروري إقامتها فيجب أن تكون منزوعة السيادة والسلاح .. شروط نتانياهو مع أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، إلا أنها جاءت نتيجة حتمية لعجز المفاوض الفلسطيني ، وعدم قدرته على الحفاظ على حقوقه المشروعة، لأن هذا المفاوض الفلسطيني بإذعانه جر نفسه ومن خلفه شعبه وفي غياب موقف عربي قوي إلى تقديم عديد التنازلات .. و لكل من لا يزال يستغبي نفسه و يعلق آمالا كاذبة على الوعود الصهيونية، جاء خطاب نتانياهو ليحدد هذه المرة وبوضوح شديد معالم سياسة الحكومة وإستراتيجيتها، في التعامل مع القضية الفلسطينية والقائمة على التنكر للحقوق، فعلى الداخل الفلسطيني أن يراجع نفسه ويبتعد عن الانقسام ويتوحد خلف الحقوق الوطنية دفاعا عنها في ظل التعنت الصهيوني الذي بلغ ذروته بعد إعلانه القبول بدولة فلسطينية منزوعة السيادة ما عدا النشيد الوطني ...