كان من بين السينمائيين الذي شاركوا ضمن فعاليات الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الإفريقي الذي احتضنته الجزائر العام .1969 اليوم هو شاهد على توقيع الطبعة الثانية لذات التظاهرة. عن مشاركته وانشغالاته في هذه الطبعة اقتربت ''الحوار'' من المخرج الجزائري ''لمين مرباح'' فكان لها معه هذا الحوار. وقعت مشاركة سينمائية هامة في هذا المهرجان من خلال فيلمك التسجيلي ''إفريقيا من الظلمات إلى النور''. ما هاد التي حملها هذا العمل؟ ** ''إفريقيا من الظلمات إلى النور'' فيلم تسجيلي يسلط الضوء على الدور الريادي الذي لعبته الجزائر في دعم قضايا التحرر في القارة الإفريقية سواء من الناحية المادية او العسكرية او الدبلوماسية خلال الثورة الجزائرية وما بعد الاستقلال. هذا الفيلم الذي تم إنتاجه بدعم من وزارة الثقافة الجزائرية وبمساعدة إخراجية لكل من ''علي بلود'' و''رابح لعراج''، ينطلق من الصورة الإفريقية لطرح أهم سؤال حضاري لماذا لازالت إفريقيا تعاني الفقر والضعف؟ وهي الإشكالية التي بنينا حولها فكرة الفيلم الذي نعود خلالها ضمن فلاشات تاريخية إلى بداية اكتشاف العالم الآخر وكيفية استعماله واستعباده للأفارقة من أجل بناء ذاته في محاولة لإظهار حقيقة الضعف الإفريقي الذي بنى رفاهية الرأسمالية. كنت من يبن السينمائيين الذين شاركوا في الطبعة الأولى للمهرجان العام .69ما هي المفار قات التي تعيشها افريقيا اليوم سينمائيا ضمن هذا المهرجان؟ ** هناك فرق كبير.. الوضع تأزم ورغم ان الحضور الافريقي كان بنفس الحماسة والحرارة غير أنه، في ذلك الوقت، لم يكن هناك وعي بالصعوبات التي يمكن أن تخلقها لهم القوة الراسمالية على كل الاصعدة، واليوم اصبحت السينما الافريقية تعاني مشكل الانتاج ومشكل التوزيع، وهو ما يدعو الى تكثيف وتوحيد الجهود من اجل ضمان البقاء. برأيكم هل يمكن لصندوق الدعم السينمائي الافريقي الذي اقترحته وزارة الثقافة الجزائرية على الافارقة ان يحلّ المشكل؟ ** أظن ان فكرة انشاء او تنصيب لجنة دعم للسينما الافريقية قرار منطقي وحكيم يندرج في إطار التزام الجزائر الدائم بدعم قضايا الدول الافريقية. غير أن هذه المبادرة تبقى مجرد مساهمة من الجزائر لابد من تشجيعها وتثمينها ودفعها الى الامام بمساهمة باقي الدول الافريقية في هذا الصندوق، والذي يقوي علاقات الشراكة بين الدول الافريقية وهو ما يقوي الإنتاج السينمائي ويضمن توزيع الأفلام على الاقل على المستوى الإفريقي.