أجرى أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمقر إقامة الدولة بزرالدة محادثات على انفراد مع رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء لجمهورية كوبا راوول كاسترو رو''. ويأتي لقاء أمس ليضاف إلى الاجتماعات التي جمعت الطرفين أول أمس الأحد ،والتي كانت عبارة عن محادثات أولية ،تصب في خانة سبل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات،وكذا تبادل وجهات النظر حول مسائل إقليمية و دولية ذات الاهتمام المشترك وحل الرئيس الكوبي مساء أول أمس بمطار هواري بومدين الدولي في زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة، لتكون ثاني زيارة له إلى الجزائر في ظرف سنة بعد تلك التي قام بها في فيفري الماضي والتي دامت هي الأخرى ثلاثة أيام ، وهو ما يترجم نوعية العلاقات التي تربط الجزائر وهافانا،والتي تعود إلى سنوات ما قبل الاستقلال. ويعرف التعاون الثنائي بين البلدين تطورا ملحوظا ، خاصة بعد أن تم في ماي الماضي إبرام مذكرة التفاهم حول المشاورات السياسية الثنائية المبرمة ،والتي مكنت من تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات،كما أن اللجنة المشتركة الجزائرية الكوبية التي تجتمع دوريا تقوم هي الأخرى بتقييم ودفع هذا التعاون في مختلف المجلات ،حيث توجت دورتها ال16 التي عقدت بالجزائر في 2 جوان بالتوقيع على سبع اتفاقيات في المجال الطبي،والتي تنص على تحويل ملكية المستشفيات المختصة في طب العيون التي تم انجازها من طرف كوبا أو تلك التي هي في طريق الانجاز لفائدة الدولة الجزائرية، مع احتفاظ الفرق الكوبية بتسيير هذه المستشفيات ،وكذا تقديم العلاج لصالح المواطنين الجزائريين مجانا . وأوصت هذه الاتفاقيات على تعزيز الشراكة في مجال اللقاحات خاصة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي (ب) بين مجمع صيدال ومعهد باستور الجزائري ومؤسسة كوبية وتطوير الخبرة المساعدة على إنتاج لقاحات أخرى من أصل البيوتكنولوجيا. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وقتها أن الجزائروكوبا تملكان الإمكانيات اللازمة لتطوير و دفع التعاون الثنائي بينهما إلى ميادين أخرى غير الصحة و الأدوية. و يشار إلى أن التعاون بين البلدين يبقى مرتكزا بالأساس على المجال الطبي إلا أن الطرفين يسعيان لتوسيعه إلى مجالات أخرى ،حيث شرعا في العديد من المشاريع المتعلقة بالصناعات الجلدية و البتروكيماوية.