بدأت ظاهرة التحرش الجنسي تتنامى وتكبر في مجتمعاتنا العربية، سواء في الشارع أو في وسائط النقل العامة، وعلى وجه الخصوص في العمل، رغم أن هذه الظاهر منتشرة في كل مكان في العالم، إلا أن انتشارها في المجتمع العربي والإسلامي ينذر بظاهرة اجتماعية في غاية من السلبية تفقد بسببها آلاف النساء أعمالهن جراء هذا التحرش. تفيد دراسات بحثية أن التحرش الجنسي لا يهدد بعض النساء فقط. ولكنه قضية منتشرة في المجتمع بأكمله، ولا يقتصر على عمر أو طبقة اجتماعية معينة، كما أنه يعيق تقدم المرأة، وممارسة حياتها الاعتيادية، فلم تسلم العاملات، وربات البيوت، وصاحبات الوظائف المرموقة من تعرضهن للتحرش الجنسي، حيث أن معظم الأشكال الشائعة هي أشكال غير مناسبة مثل اللمس بنسبة 40 بالمئة يليه التحرش بالألفاظ البذيئة بنسبة 30 بالمئة حسب دراسة مصرية. والأكثر غرابة أن الدراسة اكتشف أن مبررات القبول الاجتماعي، أو على الأقل الصفح عن التحرش الجنسي بالنساء، يبدأ من الرغبة في عقاب المرأة تمردها على دورها التقليدي في المنزل، أو إعاقة النساء الحاصلات على وظائف اللائي يعتبرن في أغلب الأحوال مصدرا للدخل في الأسرة . ويختلف التصرف تجاه هذه القضية من امرأة إلى أخرى، فالكثيرات يفضلن التغاضي عن المسألة، وتركها تمر بسلام دون إثارتها، خوفاً من معاقبة رب العمل بالطرد من الوظيفة، الأمر الذي تلجأ إليه المرأة بقبوله، والاستجابة له في معظم الأحيان إلا نادراً، وسجلت حالات قليلة جداً بالنسبة للتحرش كقضية في أقسام الشرطة، ناهيك عن النتائج الاجتماعية التي تنتج عن هكذا دعاوى، والتي تنتهي في الكثير من الأحيان بمعاقبة المرأة على مبادرتها. وتشير بعض الإحصاءات والأرقام العربية إلى أن الظاهرة باتت مفزعة في العديد من الدول العربية للغاية، وأنها لم تعد مجرد أمر شاذ يقوم به قلة منحرفة، وإنما سلوك متزايد من قبل العديد من الشباب العربي المراهق، والكبير على السواء.