بدأت ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء تتنامى في العالم العربي مع نشر بعض الفضائيات سلوكيات غريبة عن المجتمع، إلا أن خبراء الاجتماع وعلم النفس لم ينتبهوا لمخاطر هذه الظاهرة إلا عندما بدأت تطل برأسها بصورة وحشية في الآونة الأخيرة حتى وصلت لحوادث تحرش جماعي بالفتيات في الأعياد والمناسبات العامة، كان أخرها في دولة الكويت في ثاني أيام عيد الفطر بعد أن ظهرت في مصر العام الماضي. وقلبت شائعة وجود نجمي المسلسل التركي 'نور' مهند ونور الأوضاع رأساً على عقب في مجمع تجاري بدولة الكويت في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، حيث اندفعت حشود المعجبين بالنجمين إلى مداخل ومخارج المجمع في انتظار قدومهما فيما غصت الساحة الداخلية بالشباب والفتيات، ما هيأ الأجواء لإثارة الشغب. وقام احد الشباب بملاحقة إحدى الفتيات محاولاً استمالتها واستقطاب ودها ولكنها لم تعره أي اهتمام ولم تنصع لرغباته، فما كان منه إلا أن خدش حياءها بحركة غير لائقة، وكانت ردة الفعل مباشرة وقوية لدى الفتاة التي صفعت الشاب المتحرش بحقيبة يدها صفعة قوية غير انه عاجلها بلكمة انتقاماً لذاته ورداً لاعتباره وكرامته أمام زملائه، وكانت تلك الشرارة الأولى لاندلاع مشاجرة كبيرة بين أنصار الشاب المستهتر من ناحية وبين مناصري الفتاة من ناحية أخرى سرعان ما تحولت إلى موجة شغب في المجمع. وقالت تقارير صحافية أن أجهزة الأمن في القاهرة ضبطت 53 حالة تحرش ومعاكسة وقضية تسهيل بغاء و52 جريمة أخرى خلال حملاتها أمام دور السينما والحدائق العامة ووسط البلد في أول أيام العيد. وتحررت المحاضر اللازمة وأحيل المتهمون إلى النيابات المختصة للتحقيق. وتم القبض على ربة منزل في روض الفرج '35 سنة'، أثناء عقدها صفقة بغاء على مقهى وعرض ساقطة '18 سنة' من إمبابة على أحد راغبي المتعة الحرام، كما ألقي القبض على 53 متهماً بالتحرش الجنسي والمعاكسات طاردوا الفتيات في مناطق الزحام، خاصة في وسط المدينة. والملفت من واقع الدراسات التي تمت، أن ظاهرة التحرش بالفتيات أو النساء عموما ليست جديدة، وأنه في كل مرة تثار قضية تحرش في أي دولة عربية نفاجأ بوجود مئات القضايا التي سبقتها، وفي كل مرة يزداد التحرش توحشا وفجورا. ولم يعد التحرش قاصرا على التلفظ بكلمات أو اللمس أو حتى ملاحقة الأنثى، ولكنه أخذ أشكالا أكثر حمقا وتهورا، مع انتشار تقنيات البلوتوث في الهواتف المحمولة والتي استخدمها بعض الشباب خصوصا في منطقة الخليج أكثر من مرة في تبادل صور الفيديو للتعبير عن تصرفاتهم المتهورة بالفخر والاعتزاز حتى أصبح الشباب العاطل يستخدم التكنولوجيا الحديثة في التحرش لا في النهوض بمجتمعاتهم !وقد اعترف مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر بأن منظمة العمل العربية لاحظت انتشارا للموضوع في الوطن العربي بشكل مخيف من خلال ارتفاع حالات شكاوى النساء الإدارية ضد رؤسائهن تحت مسميات مختلفة تخفي غالبيتها خلفيات تحرش .وهناك دراسات تربط بين التحرش الجنسي وانتشار الفساد، وغياب الرقابة في العالم العربي، فالفساد المالي والإداري في المؤسسات العربية يؤدي بصورة ما إلى الفساد أخلاقي خاصة وأن الكثير من حالات التحرش الجنسي ضد المرأة في العمل تنتج من رؤسائها الرجال، لما يتمتعون به من سلطة ونفوذ وانعدام الرقابة . وتشير بعض الإحصاءات والأرقام العربية إلى أن الظاهرة باتت مفزعة في العديد من الدول العربية للغاية وأنها لم تعد مجرد أمر شاذ تقوم به قلة منحرفة، وإنما سلوك متزايد من قبل العديد من الشباب العربي المراهق والكبير على السواء. وكان مسلسلا 'سنوات الضياع' و'نور' التركيان، اللذان عرضتهما قناتا (mbc1) و(mbc4) حققا نسب مشاهدة عالية تخطت كل متوقع، كما شهد الشارع العربي عاصفة من الجدل الطويل طالت دوائره الدينية والثقافية والاجتماعية.وتحول بطلا المسلسلين، مهند ولميس، إلى حديث الناس في العالم العربي، الذين حرصوا على متابعتهما بشغف، فمن بيروت إلى الجزائر، مرورا برام الله وجدة، حرص الملايين على عدم تفويت حلقة واحدة من المسلسلين الطويلين اللذين أصبحا محور أحاديث الشارع العربي. وتحول مهند إلى فارس أحلام النساء إلى حد أن تقارير صحافية تحدثت عن حالات طلاق بسبب غيرة الأزواج منه، كما كانت شهرته ووسامته سببا لظهوره في كليب غنائي مع المغنية اللبنانية رولا سعد.