رغم مرور أكثر من شهرين على الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل والتي جرت في 12 جوان الماضي، إلا ان ''توابعها'' لا زالت تخيم على المشهد السياسي في إيران، حيث يحاول النظام جاهدا القبض بيد من حديد على كل مفاصل الدولة رغم الاحتجاجات والاضطرابات ، وخرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتصريحات نارية اتهم من خلالها دخل بريطانيا وأمريكا بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، كما طالت ''شظايا'' تصريحاته دول الخليج حيث اتهمها بمساعدة إسرائيل. وجاءت تصريحات نجاد في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات عدد من المراجع الدينية الكبرى في قم ومشهد وأصفهان، لتطالب بعزل المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، لكونه فقد شروط القيادة، وانتخاب هيئة رئاسية جديدة حتى انتخاب مرشد جديد، فيما طالب الادعاء بتقديم مير حسين موسوي ومهدي كروبي ''المرشحان الخاسران في الانتخابات'' إلى المحكمة. في غضون ذلك، طالب نجاد في كلمة له أمام مسؤولي المساجد بطهران أمس، بمحاسبة الغرب على تأجيج الاضطرابات في البلاد عقب انتخابات الرئاسة في 12 جوان الماضي. ونقلت صحيفة ''الوطن'' السعودية عن نجاد قوله: ''هذه المرة تدخلتم بشكل سافر في الشؤون الداخلية لإيران واعتقدتم أن بوسعكم الإضرار بالدولة الإسلامية، ينبغي أن تحاسبوا على أعمالكم ولكن نعلم جيدا أن الضجة التي أثرتموها في العالم ليست دليلا على قوتكم بل دليل على ضعفكم وسقوطكم''. وزعم الرئيس الإيراني أن ''الدول الخليجية تؤدي خدمات لإسرائيل باسم الإسلام، وتسخر إمكاناتها لخدمة الصهاينة''، متمنيا ''أن تصحوا هذه الدول يوما وتقف إلى جانب الشعوب". كما شكك نجاد بنوايا أمريكا وبريطانيا من احتلال العراق وأفغانستان، وقال: ''نحن نعلم لماذا جئتم إلى المنطقة، جئتم بأمل السيطرة عليها، ولتروجوا للرذيلة بين شعوبها''. وأوضح ''أن تخبط بعض الدول الغربية اليوم لا يعني اقتدارها، بل يعني أنها شارفت على نهاية الطريق، وهذا التخبط مؤشر إلى ضعفهم وزوالهم، وكلما عجزوا في المنطق والبراهين لجأوا إلى الطائرات والقنابل". في السياق ذاته دعا عدد كبير من العلماء في قم ومشهد وأصفهان مجلس الخبراء إلى عزل المرشد الديني علي خامنئي وانتخاب هيئة رئاسية جديدة حتى انتخاب مرشد جديد.وعلى الرغم من كل الإجراءات المُتّخذة في إيران، بحق المعارضين للنظام والمحاكمات التي تجري أمام ''محكمة الثورة'' لعدد كبير من الذين احتجوا على إعادة انتخاب نجاد لولاية ثانية، نشر عدد كبير من المواقع الإيرانية القريبة من الإصلاحيين أمس الأحد، بياناً لعلماء قم ومشهد وأصفهان، طالبوا فيه ''مجلس الخبراء'' العمل بوظيفته وعزل المرشد علي خامنئي. وجاء في البيان أن ''خامنئي بحكم القانون معزول بشكل تلقائي، بسبب فقدانه العديد من الشروط للبقاء في القيادة وعلى مجلس الخبراء الاجتماع لتعيين قائد بديل".