الجوع والعطش رحمة وقاسم مشترك بين الفقير والغني في شهر الصيام نزل المطرب الشعبي بوعلام بوقاسم اول ضيف على ركن دردشة رمضان، حيث دعا خلالها بوقاسم السائقين إلى توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة خلال هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه حوادث المرور وتحصد العديد من الأرواح فتحول نكهة رمضان المميزة إلى مأساة. كيف يقضي بوعلام أيامه في رمضان؟ - كبقية أيام السنة، إذ لست من المدمنين على شرب القهوة أو التدخين أو ماكلة الهلال، وأحرص دوما على النهوض باكرا وأحب قضاء جميع أعمالي بصورة عادية وخلال الفترة الصباحية. ألا تتأثر بالصيام؟ - أبدا ألا تشعر بالجوع؟ - هذا أكيد خاصة حين تدق الساعة الرابعة مساء حيث أتضور جوعا، إنها حالة صعب وصفها، لكن تلك هي نكهة رمضان المعظم حيث جعل الله الفقير مثل الغني، وبطبيعة الحال كلنا فقراء إلى الله تعالى. جميل أن تشعر بشيء تتقرب به إلى الله تعالى، ويجب أن نستغل أيام هذا الشهر الفضيل في الإكثار من العبادة والصدقات والأعمال الصالحة. ما نوعية الكتب التي تقرؤها وتفضلها خلال رمضان؟ - صراحة أنا لا أقرأ الكتب خلال شهر رمضان، وأفضل مشاهدة الأشرطة الوثائقية ومتابعة النشرات الإخبارية، كما أحرص على سماع المقرئين عبر القنوات الفضائية وهم يتلون سورا من القرآن الكريم، وأشعر بالراحة النفسية أكثر حين تقع أذني على صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله تعالى، وأستطيع أن أتابع المقرئ عبر الشاشة أو الإذاعة لساعتين أو أكثر دون توقف. كيف تفسر نوعية العلاقة بين الإبداع والصيام؟ - بالنسبة إلي أرى أن ثمة علاقة متينة بين الصيام وعنصر الإبداع، فالعديد من الأغاني التي قمت بتأليفها كانت خلال شهر رمضان، لأن خلال هذا الشهر يكون لدي الوقت الكافي لإنجاز الأعمال الفنية. هل أنت من يتولى شؤون السوق؟ - نعم بكل تأكيد. وهل تشتري كل ما يقع عليه بصرك وأنت تتجول داخل السوق؟ إن رمضان هو شهر الرحمة والغفران وليس مناسبة لملء البطن والتفاخر بالموائد وأنواع الأطباق، صحيح أن الصائم تملي عليه نفسه شراء بعض الأشياء لكن الإفراط في الطلب محظور عند المؤمن الحقيقي الذي يضع نصب عينه طاعة الله والانصياع إلى أوامر النبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. شخصيا لا أتردد في كل وقت على الأسواق وأحبذ اقتناء الأشياء الضرورية كل 15 يوما، أما سوق الخضر والفواكه فأذهب إليه مرة كل أسبوع، كما أمقت هؤلاء الذين يأكلون بأعينهم ويسرفون في التبضع وشراء الأشياء التي لم يعتد على جلبها خارج أيام رمضان. إذن أنت لست ممن يخططون لشهر رمضان عن طريق وضع ميزانية خاصة له؟ - على الإطلاق، بل أتعامل مع السوق بشكل عادي وأتبضع وفق قدرتي الشرائية مثل ما هو الحال خلال أيام السنة ولا أحمل نفسي ما لا تطيق، لأن في ذلك تبذير، والعقلانية في تصريف الأشياء واجبة. هل حدث لك شيء طريف خلال رمضان؟ - حقيقة لدي مشكلة عويصة وهي تتكرر مع حلول كل رمضان، فعلا أن التمادي على الفعل يصبح عادة، لقد اعتدت حين أدخل إلى السوق وأقترب من إحدى منصات حيث تنضد عليها الفواكه، قبل أن أطلب من البائع أن يزن لي بعضا منها أمد يدي وأتذوق ذلك المنتوج، السلوك ذاته قمت به خلال شهر رمضان حيث وضعت في فمي حبة عنب أمام الملأ وأنا صائم بلا وعي وإذا بالمتسوقين يقولون لي ''أه إنك في شهر الصيام''، فتذكرت لكن بعد ما قمت بمضغها وبلعها فليسامحني الله لأنه غفور رحيم. ما طبيعة البرامج التي تتابعها عبر التلفزة خلال السهرة؟ - طول السهرة وأنا أبحث عن قناة أجد فيها مقابلة رياضية لأنني أعشق الرياضة حد الإدمان، فهي مصدر إلهامي، هل تصدقيني حين أقول لك إنني حين أحضر مقابلة ما وأشاهد ذلك الكم الهائل من المتفرجين يهتفون باسم فريق ما تهتز له مدرجات الملعب ذلك يحرك في شعورا غريبا يترجم إلى أغاني. كما أحب مشاهدة الكورغرافيا الهندية. وماذا عن السهرة خارج المنزل؟ - للأسف لا أكترث للسهر خارج البيت لأنني أقطن في بيت بعيد عن مكان طفولتي، قرية إعزلين دائرة بني عمران ولاية بومرداس، حيث اعتدت على السهر رفقة أصدقاء الصبى والخلان. إذا أدركك وقت الإفطار وأنت في الطريق هل تزيد من سرعة السيارة للوصول إلى البيت؟ - سرعة سيارتي لا تتجاوز ال 80 كلم في الساعة، لأن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، التجاوز الخطير يحدث ما لا يحمد له عقباه وهو ما تؤكده البيانات التي تصدرها مراكز الدرك الوطني كل رمضان، وهو أمر مؤسف حقا. أتأخر ساعة ولا أموت متناثر الأشلاء، وأفسد بذلك طعم رمضان وأنتهك حرمته، لأن التجاوز على الحياة جريمة يعاقبنا عليها التشريع السماوي قبل القانون الإنساني. فرضا دخلت إلى البيت ووجدت زوجتك قد أحرقت طبق الشربة كيف تكون ردت فعلك؟ - لا أفعل أي شيء، لأنها لم تفعل ذلك عمدا. هل ستنشط حفلا خلال هذا الشهر؟ - نعم برمجت لإحياء حوالي عشر سهرات فنية. كلمة أخيرة - رمضان كريم لكل الشعب الجزائري وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير.