شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة تجنيد السلطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المواطنين المتهربين من دفع فواتير المياه، على اعتبار أن حوالي 600 بلدية عبر الوطن لا تؤدي مستحقاتها من المياه الصالحة للشرب، أي ما يعادل ربع سكان الوطن. وأمر الرئيس بوتفليقة أمس الأول خلال ترأسه اجتماعا مصغرا خصص لتقييم قطاع الموارد المائية بتطبيق إجراءات تلزم المواطنين الذين لا يدفعون فاتورة المياه نهائيا أو يدفعون سعرا رمزيا بأداء مستحقاتهم المالية، مشيرا إلى ضرورة تشجيع ترشيد استعمال الموارد المائية من خلال تثمين وعقلنة الاستغلال، بغرض تعزيز النتائج التي تم إحرازها في هذا القطاع. وأعطى رئيس الجمهورية تعليمات بمواصلة استغلال الموارد المائية التي تتوفر عليها البلاد، خاصة فيما يتعلق بالمياه السطحية، الجوفية، أو تحلية مياه البحر، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى العجز عبر الوطن، وإيلاء المزيد من الاهتمام للاحتياجات في مجال الري في قطاع الفلاحة، مؤكدا على ضرورة تطوير التكوين وتأهيل إطارات وكفاءات القطاع لتحسين طاقات التأطير والتحكم في المشاريع وإدارة مشاريع الري واستغلال المرافق والشبكات. من جهة أخرى، يرتقب حسب الحصيلة التي قدمها وزير الموارد المائية عبد المالك سلال أن يتم استلام مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست خلال الثلاثي الأخير من العام المقبل، وكذا تسليم كافة محطات التحلية بكل من آرزيو والعاصمة وبني صاف وسكيكدة وسوق الثلاثاء مرفوقة بالمنشآت البعدية قبل نهاية السنة، على أن يتواصل إنجاز 13 محطة لتحلية مياه البحر لبلوغ قدرة 26ر2 مليون متر مكعب يوميا، فيما تشرع الوزارة في إطلاق مناقصات لاستغلال وتوسيع نظام سد بني هارون في غضون العام الجاري. وبخصوص برنامج تطوير قطاع الموارد المائية ما بين 2010 و,2014 فقد تقرر إنجاز سدود جديدة ورفع مستوى البعض الآخر وصولا إلى سقف 1ر9 مليار متر مكعب، مع ارتقاب إنجاز 6 مشاريع تحويل كبرى و14 مشروع جر، فضلا عن إصلاح شبكات المياه عبر 32 مدينة، إلى جانب إنجاز 64 محطة جديدة للتطهير لبلوغ قدرة معالجة تناهز 740 مليون متر مكعب سنويا. وتمكن القطاع خلال الخماسي المنصرم من رفع نسبة ربط شبكات التزويد بالمياه من 78 إلى 93 بالمائة، ومعدل ربط المنازل بشبكات التطهير من 72 إلى 86 بالمائة، بفضل تعبئة 9 سدود جديدة بطاقة إضافية بلغت 3ر1 مليار متر مكعب، وانجاز 27 محطة لتطهير المياه المستعملة وتشغيل نظامين هامين للتطهير ومكافحة ارتفاع منسوب المياه بورقلة وواد سوف.