نقلت صحيفة الوطن السورية الخاصة عن مصادر إعلامية عراقية أن واشنطن بعثت برسالة توبيخ لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ''تصرفاته المتسرعة وغير المدروسة'' تجاه العلاقة مع سورية. وكان المالكي أحدث الأسبوع الماضي مفاجأة بشنه هجوما على دمشق متهما إياها بالوقوف وراء تفجيرات ما بات يعرف ب''الاربعاء الدامي'' التي حدثت ببغداد في التاسع عشر أوت الجاري واستهدفت العديد من مراكز السيادة في العاصمة العراقية ومن بينها وزارتا المالية والخارجية مخلفة عددا كبيرا من القتلى والجرحى والخسائر المادية. وجاءت اتهامات المالكي بعد فترة وجيزة من زيارته دمشق، وبدت غير مؤسسة وتناقضت مع تصريحات صادرة عن أعضاء بارزين في حكومته بأن مرد التفجيرات إلى خلافات سياسية داخلية وأن عناصر أمن عراقية مورطة فيها. كما جاءت اتهامات المالكي لدمشق وما نجم عنها من سحب متبادل للسفيرين وقطع للعلاقات، معاكسة لتوجه أمريكي ودولي نحو إعادة بناء الثقة بين سوريا وعواصم الغرب، وتجلى ذلك في الزيارات الكثيرة والمتكررة لمسؤولين غربيين إلى العاصمة السورية، الأمر الذي يفسر الاستياء الأمريكي من نوري المالكي باعتبار الملف العراقي هو أحد أهم الملفات التي تدفع واشنطن لخطب ود دمشق، نظرا لما تراه أمريكا من دور محوري تستطيع سوريا أن تلعبه في استقرار العراق وتخفيف العبء العسكري، فضلا عن وعي واشنطن بما لسوريا من دور في استقرار لبنان والشرق الأوسط عامة. وقالت المصادر للصحيفة إن واشنطن طلبت من المالكي الاستجابة فوراً إلى الجهود التركية المبذولة من أجل إعادة الأمور بين سوريا والعراق إلى نصابها.وأضافت المصادر أن ''واشنطن فوجئت بتصرفات المالكي وتصريحات أعوانه وإنها سارعت إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن الحوار هو الحل الوحيد لحل كل الخلافات العالقة بين البلدين. وتابعت أن''واشنطن تدعم بشدة الجهود التي تقوم بها أنقرة لحل الخلاف بين دمشق وبغداد وأنها طلبت من المالكي الالتزام بالمبادرة التركية وعدم تصعيد الأزمة مع دمشق''.وتبدأ تركيا وساطة بين سوريا والعراق لاحتواء الأزمة الناتجة عن اتهامات المالكي. من جهة اخرى وصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى بغداد حيث التقى رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، وفق ما ورد بتقارير صحفية عراقية. وحيال ما إذا كانت واشنطن مستفيدة من الخلاف العراقي السوري، قالت المصادر إن ''واشنطن كانت تدعم جهود المقاربة بين بغداد ودمشق لكنها تعارض علاقات اقتصادية مميزة بين العراق وسورية، وتفضل إرجاء هذا الملف إلى وقت آخر، وتحديداً إلى أن تتحسن العلاقات الأميركية - السورية''.يأتي هذا فيما قال زيباري إن بلاده مع احتواء الأزمة مع دمشق، لكنه كرر في الوقت نفسه تصميم العراق على المضي قدما في مطالبة مجلس الأمن بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاسبة المتورطين في التفجيرات الأخيرة في بغداد.ويذكّر اللجوء إلى محكمة جنائية يشكلها مجلس الأمن بالمحكمة التي تشكلت للنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ولم تؤد إلى كشف الجناة الحقيقيين في القضية التي اتهمت فيها سوريا دون أدلة، وتريد الحكومة العراقية الاستفادة من ذات التجربة لإطالة أمد اتهام سورية. وزير خارجية دمشق وليد المعلم يصرح تحقيقات اغتيال الحريري كانت مبرمجة لاتهام سوريا قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم إن التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري برئاسة المحقق الألماني ديتليف ميليس كانت مبرمجة لاتهام سوريا.وجاء كلام المعلم تعليقا على الهجوم الذي شنه المدير العام السابق للأمن العام اللبناني جميل السيد على المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال الحريري. ، وقال المعلم : ''إن محكمة الحريري شأن لبناني بين لبنان والأمم المتحدة''.وكان السيد، وهو احد الضباط الأربعة الذين طلب ميليس توقيفهم في صيف عام 2005 في إطار التحقيقات التي كان يجريها حول اغتيال الحريري، رفض أن تتجاهل المحكمة الدولية تضليل التحقيق على أيدي شهود زور ، حسب قوله.