عبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن تفاؤله بحل الخلاف بين العراق وسوريا، عقب مباحثات أجراها في دمشق تدخل في إطار المساعي التركية للخروج من الأزمة. وكان أوغلو أعلن قبل بدء لقاءاته بالرئيس السوري بشار الأسد أنه ينقل إلى دمشق معلومات زوده بها المسؤولون العراقيون وصفها بالمهمة. وقال أوغلو ''أنا متفائل بأننا سنحل هذه المسألة دون تصعيد، و بالطبع إذا توافرت النوايا الحسنة، ونحن نعلم أن كلا الطرفين لديه نوايا حسنة وإرادة سياسية قوية فكل المسائل سوف تحل بسهولة''. وأضاف ''سوف أبقى على اتصال بالجانب العراقي بعد المشاورات هنا في دمشق، وسوف نعمل بعضنا مع بعض بشكل ثنائي وثلاثي''، وكان أوغلو وصل إلى دمشق الاثنين قادما من بغداد، حيث أجرى مباحثات مع القادة العراقيين بشأن ما سمي ''تفجيرات الأربعاء الدامي''، التي أودت بحياة نحو 100 شخص في 19 أوت الماضي، وبعد تأزم العلاقة السورية العراقية إثر اتهام بغداد لدمشق بإيواء مخططي العمليات وسحب السفراء بين البلدين. وعن وجود تنسيق تركي إيراني لحل الأزمة بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى دمشق مساء الأحد، قال أوغلو لا يوجد تنسيق، لكن بالطبع جهودنا ليست منافسة للجهود الإيرانية. من جانبه قال الرئيس السوري بعد اجتماعه بأوغلو إن دمشق الأكثر حرصا على أمن واستقرار العراق، واصفا الاتهامات العراقية لسوريا بغير الأخلاقية. ونقل بيان رئاسي سوري تأكيد الأسد حرص سوريا على حياة كل مواطن عراقي، و دعمها لمصالح الشعب العراقي وللمصالحة الوطنية بين مختلف مكوناته، ومن غير المقبول توجيه أي اتهامات غير مسؤولة إليها تسيء إلى مسيرة تطور العلاقات السورية العراقية. من جهته، أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني أثناء استقباله أوغلو في وقت سابق رغبة بلاده بإقامة علاقات طيبة مع سوريا وبقية دول الجوار، وحل جميع المسائل العالقة معها عن طريق الحوار والطرق الدبلوماسية وبما يضمن أمن واستقرار المنطقة. وفي بغداد قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين إن 90 ٪ من المسلحين الذين يشنون هجماتهم داخل العراق يدخلون عبر الحدود العراقية السورية، وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي إن الاتهامات العراقية ليست موجهة لسوريا و إنما لأشخاص يوجدون على أراضيها.