الروائي والمفكر الكبير ابراهيم أبى أن يترأس أو ينضم إلى لجنة ترأس الانضمام الى الكوني ليبية منحت جائزة أدبية للأديب الاسباني خوان غويتيسولو لا لأنه ضد فوز هذا الكاتب بالجائزة المذكورة ولا احتجاجا عن شروط أو مقاييس المسابقة أو عدم رضاه عن تشكيلة اللجنة ولا لأي سبب مماثل .. الكوني امتنع عن الانضمام الى هكذا لجنة فقط لأنه يرفض ولا يؤمن أصلا بمسألة تحكيم روائي عن روائي أو شاعر عن شاعر أو ناقد عن ناقد ، كل ما يستطيع فعله وكل ما يمكن أن يجيزه لنفسه ألا يبخل بالمشورة الأدبية . وقد طلب منه ذلك أكثر من مرة في العديد من المسابقات الإبداعية .. مواقف مثل هذه لن تصدر إلا عن قامات أدبية كبيرة تحاكي قامة المبدع العالمي ابراهيم الكوني .. الرجل له قناعاته الخاصة وله تقييمه ونظرته الشخصية للكاتب وللكتابة وللمبدع والإبداع .. له إيمانه المدجج برهافة المبدع الحقيقي والعامربعفة المفكر الأصيل، منطقه لا يقبل الموازنة بين حرقة إبداعية وأخرى ولا يطيق تغليب جهد فكري على آخر .. هو من الصنف الذي لن يرضى بهكذا إهانة إبداعية .. يكفي أن تكتب أن تبدع لتسمو عن مثل هذه الممارسات .. حساسيته اتجاه هذا الموضوع ذهبت به حد اتخاذه قرارا حاسما بألا يسمح لنفسه قبول أي عرض يقدم إليه للانضمام أو ترؤس أي لجنة تحكيم عربية أو أجنبية تخصص لمكافأة هذا الروائي أو ذاك الشاعر.. عرفنا كل ذلك عن الكوني الروائي الليبي المقيم في سويسرا إثرقرار لجنة ليبية اختيار الكاتب الاسباني خوان ميتيسيلو لمنحه جائزة القذافي العالمية للأدب المقدرة قيمتها ب200الف دولار والتي رفضها بدوره صاحب ''اسبانيا في مواجهة التاريخ'' لا لعدم تقدير او تعفف بل لشدة احترامه للثقافة العربية وتعاطفه مع القضايا العربية العادلة علما أنه من الروائيين الأوروبيين القلائل المنشغلين بأوضاع الأمة العربية والاسلامية .