يبرر الكاتب الإسباني خوان غويتصولو رفضه لتسلم جائزة أدبية دولية بكون أن ''تمويلها مصدره الجماهيرية العربية الليبية الشعبية التي أنشئت سنة إثر انقلاب عسكري قام به القذافي''. ورغم أن الجائزة مغرية نوعا ما، حيث تبلغ قيمتها أكثر من 150ألف أورو، إلا أن غويتصولو يقول إنه يرفض الجائزة ل''أسباب أخلاقية وقناعات شخصية''.. ولا يهمنا هنا إن كان هذا الكاتب الذي يعد من أكبر وأهم رموز الأدب الإسباني، يتخذ موقفا سياسيا من النظام الليبي أو من ''الأخ قائد الثورة'' معمر القذافي.. لكن ما يهم هو التصرف في حد ذاته، حيث نادرا، عند العرب على الأقل، أن يرفض كاتب، كبيرا كان أم صغيرا، جائزة مهمة ومغرية كالتي رشح إليها غويتصولو، كما لم نسمع في تاريخ الأدب الجزائري عن كاتب رفض جائزة أدبية وطنية كانت أم دولية.. كبيرة أم صغيرة.. فالكتاب عندنا يعرف عنهم حبهم للركض وراء الجوائز وتصيُّدِها حتى لو كانت في جب عميق، فمحمد مولسهول المعروف بياسمينة خضرا، وهو كاتب محترم. لا يزال يحصد الجائزة تلو الأخرى، وأنور بن مالك مرشح هذا العام لنيل جائزة أدبية فرنسية، والكتاب الشباب والطاعنون في السن عندنا يترقبون على أعصابهم ما ستسفر عنه نتائج لجنة تحكيم جائزة ''البوكر'' العربية التي أثارت حربا ضروسا في الآونة الأخيرة.. وبعض الكتاب الآخرين الذين يصنفون في خانة الكبار، تراجعوا عن مواقفهم من الجوائز التي تمنحها دول الخليج وصاروا مع الوقت، منخرطين دائمين في لجان تحكيمها..