دعا المحلل الاجتماعي الأستاذ ناصر جابي الأحزاب السياسية إلى الحذو نحو نفس المبادرة التي قام بها حزب جبهة التحرير الوطني من خلال القيام بالعديد من الندوات الفكرية التي تمحورت حول الكثير من القضايا الحساسة التي ترتبط بوضع الشعب الجزائري والنجاعة السياسية والاقتصادية، وتثبيت مبدأ الحكم الراشد، من جانب آخر دق المتحدث ناقوس الخطر فيما يتعلق بمسألة التسرب المدرسي. وكانت ''الحوار'' قد التقت بالمحلل السوسيولوجي نهاية الأسبوع المنصرم، عقب الندوة التكوينية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني والتي عنيت بمسألة ''المنظومة التربوية في الجزائر وقضايا مجانية التعليم والترسب المدرسي وسوق التشغيل''، حيث سألناه عقب المحاضرة التي ألقيت عن تقييمه للمحاضرة، التي دعا من خلالها إلى قيام الأحزاب الأخرى بالتأسي بما قام به الأفلان في هذا الاتجاه من أجل بلورة أفكار ونتائج تصب في إعداد خطط خاصة بكل موضوع يخص تطوير الأداء في كل السياسات الجزائرية. وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ ناصر جابي''أن هذا العمل هو شيء مهم من أجل ترشيد السلوك الحزبي وأن التطرق إلى مثل هذه المواضيع هو شيء مهم لاسيما فيما يخص التربية من حيث الجودة والمجانية، والمواضيع الأخرى ذات الارتباط بها-التربية-''، ''ولذلك'' يضيف المتحدث ''فقد كانت هذه المحاضرة ناجحة وكذلك النقاش الذي حصل في أعقابها، حيث رأينا طرح أكثر من قضية متشعبة عن هذا الموضوع، حيث جرى تشخيص دقيق للواقع وبنظرة تحليلية''، وأكد المتحدث أن ''الأفلان سيستفيد من هذه النقاشات في إطار التحضير للمؤتمر التاسع الخاص به''. وفي رده على سؤالنا المتعلق بنظرته إلى الفرق بين المدرسة الفرنسية والأنجلوسكسونية والمدرسة الأنسب لنا، شدد جابي على فكرة استقاها من حديث المحاضر الأستاذ محمد الطيب سعداني الذي نشط المحاضرة التكوينية في مقر الأفلان القائلة ''بأن المدرسة هي بنت المجتمع وتاريخه ومنظومته السياسية''، مؤكدا أنه لا يمكن القيام بعملية المقارنة من فراغ بين المدارس الموجودة، مشيرا أن للجزائر منظومة لها ما يحسب عليها وما يحسب لها من نقاط القوة والضعف. وفيما يخص ظاهرة التسرب المدرسي، تأسف المتحدث أن هذه الظاهرة ما تزال تشكل نسبة عالية في الجزائر، وقال إن ثمة إهدار كبير للمال في هذا الاتجاه، وأرجع الأستاذ جابي أسباب هذه الظاهرة إلى الكثير من العوامل المتراكمة، مشيرا إلى وجود نظرة جديدة للعلم والعمل عند الشباب، بالإضافة إلى هذا فقد ذكر بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها العائلة الجزائرية والوضع المرتبط بسوق العمل وخصائص هذا السوق.