تسعى دائرة ''هاشم'' الواقعة على بعد 60 كلم جنوب عاصمة ولاية معسكر إلى رفع التحدي وتدارك النقائص التي تواجهها من خلال العمل على فك العزلة وتحقيق مشاريع تنموية ريفية مدمجة يكون لها الأثر الإيجابي على الظروف المعيشية لسكانها البالغ عددهم 22.751 نسمة. وفي هذا الاتجاه اختيرت الدائرة سنة 2007 كنموذج لتجسيد برنامج للتنمية الريفية يندرج في إطار التعاون الجزائري-الإسباني ويرمي إلى تصور وإدراج نموذج لتنمية الوسط الريفي. وقد خصص مبلغ 1 مليون و200 ألف يورو لإنجاز 13 مشروعا تنمويا يمس مختلف النشاطات وفي مقدمتها غرس الأشجار المثمرة واستصلاح الأراضي وتربية المواشي وتكوين المرأة الريفية مما يساهم في توفير فرص عمل دائمة للسكان الذين استحسنوا المبادرة. وحسب ما أفاد به منسق هذا البرنامج الذي يمتد على مدار ثلاث سنوات كمرحلة تجريبية والممول من طرف الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية ويسيره المركز الإسباني الدولي للدراسات الريفية والزراعية السيد بن عربة ابراهيم فقد شرع في إنجاز ستة مشاريع مرافقة للنشاط الفلاحي بالبلديات الثلاث للجهة ''هاشم'' و''نسمط ''و''زلامطة'' بتكلفة إجمالية تفوق 21 مليون دج. مشاريع هامة لفائدة سكان بلديتي''زلامطة''و''نسمط'' النائيتين وفي هذا الصدد حظيت بلدية ''زلامطة'' بمشروعين من أجل تثمين الموارد الطبيعية المتوفرة، حيث يتمثل الأول في إنجاز ملبنة لإنتاج جبن الماعز رصد لها مبلغ 6 ملايين دج، وفيما تهدف العملية الثانية إلى تخصيص مساحة لزراعة الأعشاب الطبية مع استحداث وحدة لمعالجة وتسويق المنتوج المستعمل عادة للتداوي. وبغية ترقية السياحة الريفية والخضراء استفادت بلدية ''نسمط'' بدورها -كما أوضح نفس المصدر- من مبلغ 8.231.000 دج لإنجاز فضاءات للتسلية والترفيه موجهة للأطفال بالقرب من الغابة المجاورة، إلى جانب تهيئة مساحة من الأراضي الفلاحية لخلق محمية نباتية ومتحف خاص بالحياة الريفية ومسلك داخل الغابة للتنزه. أما بمقر الدائرة فقد وافقت لجنة متابعة البرنامج المذكور بعد استشارة مديرية المصالح الفلاحية على تحقيق مشروعين لتجهيز أراضي فلاحية بنظام السقي عن طريق التقطير بالإضافة إلى فتح وحدة لتصبير محصول الزيتون الذي تشتهر به المنطقة. كما سجل في نفس الإطار غرس أشجار الزيتون على مساحة تقارب ب 60 هكتارا في انتظار تجسيد عمليات مماثلة لغرس المزيد من المساحات بالأشجار المثمرة التي تتلاءم وطبيعة المنطقة وتضاريسها الجبلية على غرار الكروم والتين. واستنادا إلى السيد بن عربة فقد مكنت هذه التجربة لحد الآن من تكوين وتحسيس 1400 امرأة ريفية في مجالات مختلفة، منها سبل تكوين جمعيات مهتمة بإنتاج بعض المواد والمستلزمات التقليدية كالنسيج والكسكسي وصناعة الزرابي والصناعات التقليدية، حيث خصص لهذا الجانب أكثر من 4 ملايين و100 ألف دج على أن يتم من ناحية ثانية وضع لافتات توضيحية وإعلامية تبرز التراث والقدرات التي تزخر بها منطقة هاشم. فك العزلة وتحقيق تنمية ريفية مدمجة ... وأضاف ذات المتحدث أن هذا البرنامج يشمل كذلك أنشطة فلاحية أخرى كتربية المواشي واستصلاح الأراضي وخلق فضاءات ترفيهية وثقافية ورياضية لفائدة السكان مما يساهم في توفير شروط الاستقرار اللازمة في الوسط الريفي. ومن جانب آخر وضمن المخطط الجواري للتنمية الريفية المندمجة باشرت محافظة الغابات حسب مصالح بلدية هاشم في تجسيد عمليات إنمائية مختلفة تحفز على خلق أنشطة اقتصادية دائمة فتكون بالتالي مصدر رزق عائلات دواري عين منصور و ''الحجر'' منها استصلاح الأراضي وتقديم مساعدات لتربية المواشي والنحل وغرس أشجار غابية وأخرى مثمرة فضلا عن توفير الموارد المائية الضرورية من خلال تهيئة المنابع وتوفير أحواض التخزين وهذا بعد تخصيص أكثر من 56 مليون دج. 553 إعانة مالية لبناء سكنات ريفية ومن ناحية ثانية تعززت المنطقة منذ 2002 -حسب المسؤولين المحليين-ب 553 إعانة مالية لبناء السكنات الريفية، حيث أنجز نصفها فيما يتوقع استكمال أشغال العدد المتبقي مع نهاية السنة الجارية إلى جانب تهيئة 26 كلم من الطرق الثانوية مع رصد مبلغ 103 ملايين دج من أجل صيانة وإعادة الاعتبار للطرق الريفية المؤدية إلى دواوير ''عين منصور'' و''المالح'' و'' أولاد سيدي عبد الله''. واستنادا إلى مدير الأشغال العمومية فقد وجه لفائدة بلدية ''نسمط'' النائية غلاف مالي تقدر قيمته بأكثر من 32 مليون دج مما سمح بتأهيل الطريق الولائي رقم97 في اتجاه مدينة هاشم على مسافة 8ر2 كلم مع القيام بأشغال لتصليح النقاط المتدهورة من الطريق الرابط بين البلدية ودوار ''أولاد بوزيان''. يذكر أن هذه الجماعة المحلية قد شهدت بناء سوق مغطاة تحتوي على 17 محلا تم توزيعها على الشباب الذين باشروا نشاطهم التجاري -حسب ما أشار إليه رئيس المجلس الشعبي لبلدية ''نسمط''. كما تعزز قطاع التربية بمقر الدائرة بإنجاز متوسطة فتحت أبوابها للتلاميذ خلال السنة الدراسية 2008-2009 بعدما أنجزت في مدة لم تتجاوز 11 شهرا بتكلفة تبلغ 69 مليون دج، حيث تتوفر على جميع المرافق البيداغوجية وخمسة سكنات وظيفية، كما رصد مبلغ 14 مليون دج لبناء قاعة للرياضة بالثانوية في حين استفاد دوار عين منصور من مشروع لإنجاز مطعم مدرسي.