وأخيرا قالها محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية من أن دولة الصهاينة أو بتعبيره هو إسرائيل تشكر خطرا نوويا في العالم، وهو على عتبة أبواب سن اليأس المهني، في صورة كاريكاتورية للإنسان العربي وهو يتقلد المناصب في المؤسسات الدولية، التي يحمل فيها هموم الدول الكبرى والصهاينة بالخصوص دون أن ننسى الراتب والامتيازات أكثر من حمله لهموم ''كحلان الريسان'' من أمثالنا. ويبدو أن هذا الكلام الذي لا تخفيه إسرائيل ولا تخجل منه حمله المعني في صدره وهو في المهد صبيا، ولم يستطع البوح به وهو في فترة شهر العسل مع منصبه في تلك المؤسسة الدولية الجائرة، وبعد خراب البصرة واختلال العراق، و''تكسار'' رأس إيران، وهدايا الصهاينة الفسفورية لأطفال غزة وفلسطين ولبنان، نطق بها البرادعي أخيرا، وكشف سرا عظيما بأن إسرئيل تشكل خطرا على المنطقة والعالم. المهم أن الزمن ساتر كشّاف فضّاح، وما جرى بالأمس مع بطرس غالي وقبل أيام مع فاروق حسني، واليوم مع البرادعي داع ضروري للبحث في التركيبية الجينية للبرادعي وأمثال البرادعي، لعل وعسى أن تفيد بعض فضلاته اللفظية وغير اللفظية في الاستعاضة عن أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب. والحمد لله أن إيران أحمدي نجاد لم تتفطن للكنز الذي يحمله البرادعي بداخله وهو يزور طهران قبل ساعات، وإلا لكان غنيمة لنظام الملالي ليجد مكانه رأسا في صاروخ عابر للقارات من صواريخ النفاق الشامل، وذلك معنى من معاني ''التبرديع''.