يسود قلق كبير في الأوساط الإسرائيلية من تراجع مستوى العلاقات مع تركيا، ومن التداعيات السلبية المحتملة لهذا التراجع، وذلك على خلفية جملة من المواقف التركية كان آخرها رفض أنقرة مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي في المناورة العسكرية الدولية ''نسر الأناضول'' مما أدى إلى إلغائها، وذلك في الوقت الذي اتفقت فيه مع القيادة العسكرية السورية على إجراء مناورات عسكرية مشتركة. وقال وزير الدفاع السوري علي حبيب إن بلاده أجرت أول مناورات عسكرية برية مشتركة مع تركيا في الربيع الماضي، وإنه اتفق على إجراء مناورات أكثر شمولا وأكبر حجما. وجاءت تصريحات الوزير السوري عقب انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي بين سوريا وتركيا بمشاركة أكثر من عشرين وزيرا من البلدين لتدشين إلغاء تأشيرات دخول مواطنيهما وسط التأكيد على إستراتيجية العلاقة والتعاون في شتى المجالات. وفي السياق أشاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو بقرار أنقرة إلغاء المناورات التي كانت ستشارك فيها إسرائيل، وقال إن القرار يعكس الطريقة التي تنظر فيها تركيا إلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار المعلم، إلى أنّ ''من أسباب أهمية هذا القرار، أنه يدحض المقولة بوجود خلاف بين المؤسستين السياسية والعسكرية في تركيا حيال العلاقة الاستراتيجية مع سوريا''. وكانت تركيا قد نفت وجود أي دوافع سياسية وراء قرار إلغاء المناورات مع إسرائيل ودعت تل أبيب إلى إبداء ''التعقل'' في تصريحاتها، وأشارت إلى أن هذا الإلغاء لا يمثل تهديدا للعلاقات الثنائية القديمة وللمصالح الإستراتيجية.