في تطور جديد على مستوى العلاقات الدبلوماسية بين إيران و تركيا، خاصة بعد الغاء التأشيرات بين البلدين، و كذا الغاء مشاركة إسرائيل في مناورات عسكرية من قبل تركيا، أعلنت سوريا أنها ستجري مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا الأكبر من نوعها، الأمر الذي أثار هلعا كبيرا في الأوساط الاسرائيلية، خاصة و أن هذا الأمر جاء بعد يومين من حرمانها من المشاركة في تدريبات " نسر الأناضول " من طرف أنقرة . يعيش القادة الاسرائيليون هذه الأيام قلقا كبيرا، بسبب تدهور العلاقات بين تركيا و اسرائيل، و التي بدأت منذ العدوان الإسرائيلي على غزة ، ما دفع بتركيا إلى مراجعة سياساتها تجاه إسرائيل ، حيث حدثت جملة من المواقف التركية كان أشدها، تصدي رجب طيب أردوان للعدوان الإسرائيلي على غزة وانسحابه من لقاء مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، أثناء ندوة دافوس الاقتصادية في سويسرا و اتهامه بالكذب وحكومته بقتل الأطفال، و آخرها رفض أنقرة مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي في المناورة العسكرية الدولية "نسر الأناضول" مما أدى إلى إلغائها في الوقت الذي اتفقت فيه مع القيادة العسكرية السورية على إجراء مناورات عسكرية مشتركة. و يرى المحللون السياسيون أن العلاقات التركية السورية، بدت تطفو إلى الأفق في تطور متسارع و في شتى الميادين، لا سيما بعد الاتفاق الذي وقعه الجانبان أول امس، من خلال كسر جدار الحدود بين البلدين بعد إلغاء تأشيرات الدخول، و الذي تزامن مع تراجع في العلاقات التركية، الإسرائيلية، بعد حرمان تركيا مشاركة الطائرات الإسرائيلية من الدخول إلى مجالها الجوي . كما يرى المراقبون الدوليون أن سوريا، اختارت محور الممانعة الذي يضم كل من إيران و تركيا، خاصة و أنها كانت في عزلة تامة فرضتها عليها دول محور الاعتدال، التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر، على خلفية الملف اللبناني و اتهامها من طرف أمريكا و اسرائيل بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري، و بالتالي وجدت سوريا ضالتها في الدخول إلى محور الممانعة . تركيا هي الأخرى، بدأت تحن إلى ماضيها العثماني، لتتجه في الأخير إلى التحالف مع إيران، بعدما أدركت أن مساعيها لن تجدي نفعا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم التنازلات التي قدمتها في سبيل ذلك، إلا أن جذورها الإسلامية حالت دون ذلك، بسبب عنصرية الدول الأوروبية، ورفضها وجود دولة مسلمة في ناديها المسيحي . كما يؤكد المحللون السياسيون أن تركيا تريد العودة إلى المنطقة العربية عبر البوابة السورية، مما يعني وصول تركيا إلى العراق ويران أيضا، سيما بعد التقارب الاستراتيجي السوري التركي الجديد، الذي سيعزز محور الاعتدال في المنطقة من خلال تبنيها القضايا الرئيسية، والفلسطينية على وجه الخصوص. و هو ما تخشاه إسرائيل و الغرب .