أكدت دراسة أسترالية أن واحدا من بين كل 25 من سكان العالم يدخن القنب الذي يصنع منه الحشيش والماريجوانا. وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة ''لانسيت'' البريطانية أن الولاياتالمتحدة بها أكبر نسبة مدخني القنب في العالم، تليها أستراليا ثم نيوزيلندا وأوروبا. واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات للأمم المتحدة تعود الى العام 2006 وعدة دراسات سابقة. وحذر معدو الدراسة من العواقب الوخيمة لتدخين القنب بمشتقاته على الصحة، وبينها إدمانه وما يمكن أن يسببه من حوادث طرق وأمراض القلب والدورة الدموية، وأكدوا أنه يؤدي إلى الإخلال بالقدرة على التنفس ومشاكل نفسية. وأشارت الدراسة الى دراسات سابقة، أظهرت أن 9 من مدخني مشتقات القنب يدمنون تدخينه مقابل 32 لمدخني النيكوتين و23 لمدخني الهروين. غير أن الباحثين أكدوا في الوقت نفسه أن الدراسات أثبتت أن مدخني القنب سرعان ما يتحولون لإدمان مخدر آخر أشد خطورة، وأن التأثير السلبي لتدخين القنب يكون أشد كلما دخن بكثافة أكثر وكلما بدأ التدخين في سن مبكرة. وتبين من خلال إحدى الدراسات السابقة أن 10 من كافة من دخنوا القنب مرة، أصبحوا يدخنونه بشكل يومي. كما أشار معدو الدراسة إلى وجود تباين كبير في نسبة تدخين القنب داخل مختلف المناطق. فعلى الرغم من أن القنب هو أكثر المخدرات التي يدخنها الشباب في الدول الغنية، ورغم أن 8 من البالغين في أستراليا ونيوزيلندا ودول أوروبا الغربية يدخنون القنب، إلا أنه لم يعد يستهلك في هذه الدول بكثرة كما كان في السابق. غير أن الباحثين رصدوا تزايدا في تدخين القنب في الدول ذات الدخل الأقل، مثل دول أمريكا الجنوبية وبعض دول أفريقيا. ومن بين المواد الفعالة الأساسية في القنب مادة تيتراهيدرو كانابينول المشار إليها اختصارا ب ''تي اتش سي''، والتي تؤدي لنوع من النشوة الخفيفة بعد نصف ساعة من تدخين القنب وتستمر لمدة 12 ساعة تقريبا. وأكدت دراسات سابقة أن 5 إلى 24 من هذه المادة تصل للمخ حيث تثير اضطرابا وقلقا وتتسبب في الإصابة بأعراض نفسية سيئة. كما يؤدي تناول القنب بجرعات مفرطة للإصابة بالهلوسة، حسبما أوضح الباحثون.